15-02-2023 – بانوراما التأمين

 

على الرغم من كل الجهود المبذولة، لا يمكن منع وقوع الحوادث في النقل البحري. وهنا يأتي دور التأمين البحري، الذي توفره نوادي الحماية والتعويض؛ فهو موضوع معقد، يعكس صناعة معقدة بحد ذاتها.

من ناحية الحماية من الخسارة، تكمن أهمية التأمين البحري في الأمن المقدم لمالكي السفن للمطالبة بتعويضات محتملة، بدء من الحوادث على متن السفن إلى القرصنة، ومن تلف البضائع إلى حالات الشحط، وغير ذلك. ولكن كيف تخدم نوادي الحماية والتعويض صناعة النقل البحري؟

ما هي نوادي الحماية والتعويض؟
هي عبارة عن جمعية تأمين متبادل غير حكومية وغير هادفة للربح توفر التأمين البحري لأعضائها. يشمل هؤلاء الأعضاء ملاك السفن والمشغلين والمستأجرين والبحارة التابعين للشركات الأعضاء، وتغطي الحماية سلامة البحارة بينما يغطي التعويض الخسارة.

بينما توفر شركات التأمين البحري التقليدية تغطية “الهيكل والمحركات” لملاك السفن وكذلك البضائع لأصحابها، يوفر نادي الحماية والتعويض حماية ضد المخاطر المفتوحة التي تتردد شركات التأمين التقليدية في تأمينها. بالإضافة إلى ذلك، على عكس شركة التأمين البحري، التي تقدم تقاريرها إلى مساهميها، فإن نادي الحماية والتعويض يقدم تقاريره إلى أعضائه فقط.

دور نادي الحماية والتعويض
يأتي دور النادي في حالة وقوع حادث على متن السفينة، سواء كان في عرض البحر أو أثناء التواجد في الميناء، مثل التصادم، الشحط، تلف الممتلكات، التلوث، الأضرار البيئية، وإزالة الحطام. حياة البحارة والطاقم هي أيضا جانب رئيسي من اهتمامات أندية الحماية والتعويض، لذلك يتم تقديم التعويضات في حالة وقوع حادث على متن السفينة يؤدي إلى الإصابة أو المرض أو الوفاة. بالطبع، من المتوقع أن يقوم المالك بإخطار نادي الحماية والتعويض المعني أيضا في حالة وجود أي مخاطر أخرى، أو قضايا تتعلق بشؤون الهجرة والطاقم، والرمي غير القانوني للمخطاف وما إلى ذلك. بشكل أكثر تحديدا، قد يغطي نادي الحماية والتعويض الحالات التالية:

  • مرض، إصابة، وفاة أحد أفراد الطاقم والركاب وأطراف ثالثة أخرى على متن السفينة.
  • المسافرون خلسة والهاربون واللاجئون.
  • التصادم.
  • الأضرار التي تلحق بالممتلكات FFO.
  • التلوث.
  • إزالة الحطام.
  • فقدان البضائع وتلفها.
  • الغرامات.
  • التكاليف المتكبدة في الإجراءات الجنائية.
  • مقاضاة ونفقات العمالة.
  • العوارية العامة.
  • عمليات الإنقاذ.

لمحة تاريخية
تعود جذور التأمين البحري إلى القرن الثامن عشر، عندما تم إنشاء النوادي الأولى – المعروفة باسم “نوادي الهيكل” من قبل مالكي السفن بهدف توفير حماية ضد الأضرار المادية التي تلحق بالسفن التابعة لأعضائها. وقد استند ذلك المفهوم إلى فكرة أن هيكل السفينة هو من بين أهم عوامل التشغيل السالم للسفينة ويتطلب شكلا من أشكال التأمين. وباعتبار أنهم أعضاء في النادي، يدفع كل مالك سفينة مبلغ مقابل حصة من إجمالي المخاطر التي تمت تغطيتها لجميع السفن المملوكة لجميع مالكي السفن الأعضاء.

في ذلك الوقت، كان مجتمع صناعة النقل البحري يلتقي بانتظام لمناقشة التأمين البحري وتجارة السفن والتجارة الخارجية، في قهوة Lloyd’s Coffee House في لندن. وقد أدت الاتفاقيات التي تمت في هذا المقهى إلى إنشاء سوق التأمين Lloyd’s of London، Lloyd’s Register والعديد من شركات النقل البحري والتأمين ذات الصلة. يعتبر هذا المكان هو الذي اكتسب فيه، ما يعرف بالمكتتبين Underwriters تدريجيا مكانة على نوادي الهيكل التقليدية لكونها أكثر مسؤولية.

وقد استحدثت الفجوة في تغطية مطالبات البضائع والزيادة في التجارة الحاجة إلى توفير غطاء تأميني للمسؤولية عن فقدان البضائع أو تلفها، مما أدى إلى إنشاء أول نادي تعويض في عام 1874. حينها بدأ إدراج “غطاء التعويض” هذا في مخاطر الاكتتاب، مما أدى إلى إنشاء أول نوادي الحماية والتعويض.