15-10-2023 – بانوراما التأمين

منذ النشأة وما قبل وجود التجارة والأعمال الاحترافية، هو وجود المخاطر حول الإنسان بكامل محيطه لذلك كانت من الفرص والحاجات في الوقت ذاته صنع آليات لإدارة  ومواجهة هذه المخاطر.

عبر التاريخ قامت الشركات والحكومات بإيجاد آلية قد تكون الأهم والأقوى في الوقت الحالي وهو قطاع التأمين.

بداية نشأة هذا القطاع كانت لأهداف محدودة وبسيطة وتركزت على قطاعات معينة تلك التي تعني بنقل البضائع المكلفة والتي قد تسبب خسارات كبيرة. منذ ذلك الوقت حتى الآن، تغير قطاع التأمين بشكل كامل حيث لم يكن يتواجد بنفس الصورة التي هو عليها اليوم وبنفس المسمى.

في السنوات الأخيرة بدأ تواجد هذا القطاع في الشرق الأوسط بشكل أوضح من ذي قبل وبالتحديد في منطقة الخليج العربي. كانت البداية على مستوى كبير حيث كان العملاء الأساسين هم الشركات والمصانع وغيرها إلى أن أصبح الفرد يحتاج هذا القطاع في التأمين الصحي بشكل شخصي والتأمين على النقل وغيرها. لا شك أن هذا القطاع لم يصل إلى مرحلة النضوج في المنطقة وقد يكون من القطاعات الواعدة في تفوقها خصوصاً في خضم الفرص والمشاريع الجديدة والتي تلح الحاجة لتواجد قطاع يتكفل بمخاطر هذه المشاريع. من التوجيهات التي تم طرحها مؤخراً هو إنشاء هيئة تأمين والتي سيكون محل تركيزها هو القطاع الصحي.

لكن مازال هناك الكثير من الفرص الأخرى للإسهام والمشاركة في هذا القطاع لم تظهر حتى الآن، على سبيل المثال لا الحصر تأمين المنازل، الحياة، السفر و غيرها.  لذلك حجم القطاع الحالي والمستقبلي سيكون أكبر من ذي قبل مما يساهم في تحقيق النمو الاقتصادي بإدارة مناسبة  للحد من المخاطر نتائج و آثار المخاطر المحتملة. أيضاً سيكون هناك فرصة أكبر لوجود منافسة أكبر بين الشركات في القطاع وهو ما سيخدم العميل في وجود خيارات وأسعار منافسة بجودة عالية في ظل سيطرة القطاع من عدد محدود من الشركات !

قطاع التأمين سيحتاج لجهود أعلى وأكبر يتم بذلها في تطويره حتى وصوله إلى مرحلة النضوج المطلوبة كما هو الحال في دول أخرى مهتمة ومتمرسة في هذا القطاع بالتحديد لتصب نتائج هذا النضوج في إزدهار السوق المحلي وعلاقاته التجارية محلياً و دولياً.

آلاء بن نافع