10-10-2012 – بانوراما التأمين

أكد الخبير التأميني رئيس شركة المهندس للتأمين م. محمد بركة أن الشعب المصري في حاجة إلى تعلم ثقافة التأمين خصوصا بعد أحداث الثورة المصرية والتي شهدت المزيد من الأحداث كان المواطن خلالها في أشد الحاجة إلى التأمين على ممتلكاته. مشيرا إلى أن قناعة الشعب المصري بالتأمين مقارنة بالنسبة العالمية لا تتعدى 10 في المئة. وأضاف أن سبب الخلل في المنظومة التأمينية في مصر يرجع إلى عدم وجود أنواع معينة من التأمين مثل التأمين الإجباري. لافتا إلى أن دولة مثل السويد لديها حوالي 28 نوعا من هذا التأمين وبعض الدول الأخرى العربية والأوروبية أما في مصر فلا يوجد هذا النوع من التأمين وهذا من ضمن أهم أسباب الخلل في المنظومة. وتابع بركة في تصريحات خاصة لـ «النهار»: الثورة المصرية كان لها تأثير إيجابي على عملية التأمين بسبب أحداث العنف والشغب والبلطجة فالفنادق والوفود السياحية وأصحاب السيارات اتجهوا للتأمين خوفا من هذه الأحداث. إلا أن ثقافة التأمين مازالت غائبة عن قطاعات عريضة من المجتمع المصري.
وأوضح بركة أن «شركات التأمين المصرية» تتبع استراتيجية جديدة لخلق ميزات تنافسية في مواجهة تعدد الكيانات التي تقدم خدمات التأمين وما طرأ على هيكل هذه الصناعة في مصر في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية التي حدثت وتحدث ولذلك كان لابد من المراجعة المستمرة للاستراتيجية التي تتبناها الشركات والتطوير المستمر في السياسات التي ننتهجها لتحقيق هذه الاستراتيجية.
وبسؤاله عن وضع شركات عائدات التأمين الأجنبي العاملة في مصر أوضح أن أكبر شركات عائدات التأمين في العالم خرجت من السوق المصري وذلك قبل الثورة وهي ميونخ وسوسيه بسبب عدم توافر المناخ الجيد للعملية التأمينية. مشيرا إلى أن شركات التأمين قامت مؤخرا بحملة لتوعية الناس بفكرة التأمين عموماً وليس لصالح شركة تأمين بعينها، لافتا إلى أن هناك برنامجا مقترحا أيضا لتنظيم حملة توعية أخرى. مؤكدا أن الحملة كان لها اثر ايجابي عند الناس وإن كان بنسبة ضعيفة، لافتا إلى أن الشعب المصري في حاجة لتوعيته بفكرة التأمين عموماً وأهميتها، وهذه أهم بكثير من إعلان كل شركة بمفردها حيث يجب نشر المفهوم والوعي والأثر الايجابي للتأمين أولا حتى يكون المتلقى عنده فكرة كاملة وواعية عن التأمين حتى يتجه له. وعن أسباب ارتفاع أسعار التأمين قال بركة: اضطررنا لرفع أسعار التأمين لأن (شركات عادة التأمين) رأت أن السوق المصري التأميني سواء قبل الثورة أو حتى بعدها يتسم بنسبة مخاطرة عالية جدا نتيجة غياب الوعي بمعدلات الأمان سواء داخل الشركات والمصانع وطرق الوقاية وغيرها فضلا عن نقص الوعي التأميني بشكل عام.
وتابع بركة: أن الخلل في وسائل الحماية يؤثر على قيمة البوليصة وعلى سبيل المثال كان لدينا مصنع ألبان مؤمن بقيمة 300 مليون جنيه ونتيجة الخلل في وسائل الحماية لديه والذي ثبته الدفاع المدني جعلنا كشركة نخفض قيمة التعويض من 300 مليون جنيه إلى 82.5 مليون جنيه. وعن نصائحه لاحتفاظ أي شركة بعملائها قال بركة: المصداقية هي الطريق الأمثل لكسب الثقة وقد حرصت شركة المهندس للتأمين التي أشرف برئاستها منذ بداية نشاطها وحتى الآن على المصداقية الكاملة والشفافية في معاملاتها مع الغير سواء كان هذا الغير مساهما أو عميلا إيمانا بأن المصداقية والشفافية الكاملة عند الاكتتاب وقبول الإخطار أو التعويض عن الخسائر بصور عادلة وبالسرعة الواجبة تمثل في مجموعها المدخل الطبيعي والفعال لتوسيع قاعدة العملاء واكتساب ثقة المزيد من المواطنين والكيانات الاقتصادية والخدمية المختلفة
وعن الدور الاجتماعي الذي تقوم به شركات التأمين المصرية قال بركة: تحرص الكثير من الشركات على الإسهام بصورة متواصلة في تقديم يد العون للمؤسسات والجمعيات الأهلية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من خلال التبرعات المادية التي تقدمها لهذه المؤسسات سنوياً.