01-06-2014 – بانوراما التأمين
السعودية – متى تتخلى وزارة الصحة عن كبريائها وتعترف بعدم قدرتها على إدارة مستشفياتها؟! لأن الشق أصبح أوسع من الرقعة!! أولم يحن الوقت لإسنادها للقطاع الخاص؟! على أن تبقى ملكية المستشفيات للدولة بإدارة القطاع الخاص، حيث ثبت رداءة الخدمات الصحية والإنسانية المقدمة من مستشفياتها.
ويكفي أن ينحصر دور الوزارة في خدمات الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي، ويمنح المواطن بطاقة تأمين صحية يستفيد منها في تعدد الخيارات المتاحة له من حيث مكان العلاج وزمانه. وهنا تكون الوزارة مشرفة على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن وكفاءتها من لدن شركات التأمين الصحي ومتابعة ومراقبة لأدائها. ولو طُبِّق ذلك فإننا نكون قد دخلنا عصراً جديداً من العناية والاهتمام بالمواطن المريض الذي هو بأمس الحاجة للرعاية.
إن نجاح الخصخصة في قطاعات كبيرة يشجع على إسناد الكثير من المهام إليها، فالإدارة المبنية على الاقتصاد هي إدارة ناجحة، إذ يكون الحرص على الجودة في الخدمة والكفاءة والإنتاجية مع ترشيد المصروفات والدقة في الإنفاق.
ولو تم نقل خدمات موظفي وزارة الصحة إلى القطاع الخاص لأمكننا مشاهدة تغير في سحنتهم، فتحل الابتسامة محل العبوس، والترحيب بدلاً من التطفيش، والتعامل الإنساني بدلاً من قلة التهذيب مع كل مريض بحاجة لمن يرأف به ويراعي أحواله! والحق أن القطاع الخاص لديه القدرة السحرية على إعادة تأهيل موظفيه ورفع كفاءتهم وزيادة وعيهم للوظيفة، وعادة يكون البقاء للأفضل في الإنتاجية والانضباط وليس في المحسوبية وإيجاد الأعذار! وهناك سيبدأ ماراثون العمل، وسيكون المراجعون هم لجنة الحكم والتقويم بعد أن بقوا ردحاً من الزمن خارج الميدان!! وباعتبار أن الرعاية الصحية الأولية هي خط الدفاع الأول وبداية اتصال المريض بالخدمات الصحية المتنوعة، فإنه يتحتم أيضا تحسين وضعها، حيث الواقع الحالي هو تجاهل حقوق المرضى والاستهتار بحياتهم من قبل بعض الأطباء والفنيين والممرضين في تلك المراكز! ناهيك عن مبانيها البائسة التي لا تطابق المواصفات ، فأغلبها بالأصل مبانٍ سكنية غير مجهزة لاستقبال المرضى وعلاجهم، إضافة إلى قِدم بنائها فهي تعاني من تصدعات في الجدران، وبعضها آيل للسقوط، وقد أُلحقتْ بها غرف جاهزة غالبا من الصاج لتصبح مكاناً للخدمات المساندة، وهذا لا يتماهى مع الهدف من إنشائها الذي يشمل الكشف على المرضى ووصف العلاج المناسب أو تحويلهم للمستشفيات، ومتابعة الحوامل حتى الشهر الأخير، ومتابعة تطعيم المواليد وتسجيل أطوالهم وأوزانهم وتشخيص الأمراض العارضة لهم، ونشر الوعي الوقائي لسكان الحي التابع له المركز. لسنا نحلم، وإنما نتطلع لخدمات صحية تليق بمكانة بلدنا ومواطنيه.