إذا كان لكل فرد في هذا المجتمع مسؤولية تجاه مجتمعه فمما لاشك فيه أن هذه المسؤولية تأخذ منحى هاماً كلما إتسعت دائرة أعمال هذا الفرد, وكلما كان يملك من السلطان ما يستطيع به التوجيه أو البت في مصالح الناس والمجتمع فليس من يتحدث للناس في مجلس كمن يتحدث لهم عن طريق الصحافة والاعلام.
ولقد تزايدت أهمية وسائل الإعلام في عصر ثورة المعلوماتية من خلال التطور البالغ في مجال تكنولوجيا الاتصال المقروء والمسموع والمرئي والتي أدت بالتالي الى الحاجة الملحة والمتصاعدة من قبل أفراد المجتمع لوسائل الإعلام بما فيها الصحافة.
ساعد على ذلك ارتفاع مستوى التعليم والقضاء على الأمية وزيادة أوقات الفراغ لدى البعض من خلال فترات الراحه وهموم الإحالة للتقاعد حيث تزيد هذه العوامل من جذب هذه الفئات للإطلاع على الصحافة المكتوبة خاصة وأن الصحافه باتت أداة فعاله في تطوير المجتمع
وهنا تبرز أهمية الصحافة الهادفه والواعية من خلال قيامها بدورها الحيوي في إبراز الدور الايجابي للتأمينات الاجتماعية وكذلك العمل التأميني في خدمة المجتمع بنقلها للثقافة التأمينية والوعي التأميني الى القراء والتعريف بهما وبيان ايجابيات اشتراك أصحاب العمل والعمال على حد سواء بالمظلة التأمينية وما ينتج عن ذلك من حفظ للمجتمع والعمل على دعمه واستقراره وهو أسمى هدف تسعى اليه التأمينات الاجتماعية مشاركة منها في دعم مسيرة التطوير والتحديث.
ويبرز الدور الفعال للصحافة ايضاً في بيان وشرح الأضرار والعواقب الناتجة عن التهرب التأميني من خلال عدم الإشتراك بالمظلة التأمينية مما يجعل العامل يعيش في خوف دائم على نفسه والخوف من المستقبل إضافة الى عدم إستقرار علاقات العمل بين العامل وصاحب العمل نتيجة ذلك.
والصحافة الواعية تحمل في طياتها رسالة عظيمة يمكن أن تؤديها في مجال العمل التأميني وذلك لترسيخها معان إنسانية عميقة في داخل أفراد المجتمع بتوفيرها وعياً تأمينياً وإدراكا سليماً لقيمة العمل التأميني بل وتسهم في اقتلاع بعض المظاهر السلبية التي تعترض العمل التأميني والمتمثلة في التهرب التأميني من قبل أصحاب العمل ولما تغرسه في نفوسهم من روح إيجابية لمساندة الدور الاجتماعي الهام الذي تقوم به التأمينات الاجتماعية في توفير حياة آمنه ومطمئنه للعامل وأفراد أسرته وكذلك بث روح الإستقرار والأمان في نفس العامل وصاحب العمل معاً، ذلك أن الصحافة هي المعبرة عن وجهة نظر المجتمع وآماله بالتالي فهي مجندة لخدمته وهي أيضاً التي تتبنى معالجة الأخطاء والتقصير أياً كان نوعه مع الابتعاد عن الإثارة فالهدف ليس جذب القراء وزيادة التوزيع وإنما تحقيق الإصلاح وبث الوعي لدى العامة .
ولكن للأسف أحياناً تتناول بعض الأقلام الصحفية دور التأمينات والعمل التأميني بشكل مبالغ فيه وبعيداً عن الصحة استسهالاً للعمل الصحفي والركض خلف الإثارة دون تدقيق في المعلومات التي تم تزويدهم بها حتى ولو أدى ذلك الى الاساءة للمصداقية الصحفية , فكم نحن بحاجة ماسة لأن نطلع على مقال صحفي يبرز دور وأهمية العمل التأميني وفوائده ويشرح أبعاده الإيجابية في تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي لبناء المجتمع .
لا أن يتناول موضوع العمل التأميني كسبق وخبطة صحفية غايتها الإثارة وكأنك تقرأ عن جريمة حدثت وليس عن صرح هام من صروح الوطن وجد لخدمة عامة أبناء المجتمع
وكم حري أن يسخرا لقلم الصحفي ليجس نبض وهموم ومشاكل العمل التأميني والسعي لايجاد الحلول التي تساعد على تسهيل اداء العمل التأميني لكي يستمر في خدمة الوطن خاصةً وأن بناء الوطن مسؤولية الجميع.