27-05-2012 – بانوراما التأمين

تطالعنا كل يوم وسائل إعلامنا بحادث هنا وحادث هناك وأستطيع الجزم أن جل هذه الحوادث أسبابها أخطاء بشرية وقلما نسمع عن أخطاء فنية في المركبات .
أنا شخصيا قد عاينت وتابعت وحضرت مآسي كثيرة .
شباب في عمر الزهور مقبلين على الحياة بتفاؤل .
ورود يانعة كان من المفروض أن يكونوا مبدعين في أعمالهم .ذكائهم يفوق الوصف يذهب بهم حادث بلحظات أقل من توان .
إلى متى نعيش مأساة تلو الأخرى ؟ إلى متى يُفجع مجتمعنا كل يوم بمأساة جديدة ؟ إلى متى نعيش المأساة وفي ساعات قليلة يُمحى أثرها ونقول هذا أمر الله لنطمئن أنفسنا ونتنصل من مسؤولياتنا الأدبية تجاه أولادنا . حين نبصر شابا طائشا يتم الترخيص له من قبل الدولة وبمباركة الأهل ويسوق بسرعة جنونية ويتسبب في حدوث مآسي وويلات لأهله أولا ثم للناس .
نقول له وننصحه سواء بصفتنا الدينية أم الأبوية فيطالعنا بازدراء واستهجان وكأنه يقول لنا وما دخلك أنت . أولادنا يقودون السيارات في سن مبكر وحين يسيرون في الشارع لا يرون سوى أنفسهم ولا يحسبون حسابا لو وقع مكروه كيف تكون الخسارة فادحة وينسون قول المغفور له جلالة الملك الحسين : ( الإنسان أغلى ما نملك ) .
إلى متى ينتهي تفاخر الأهل بأن ابنهم يقود سيارة في سن مبكر ولا يمضي وقت الا ويعود لهم جثة هامدة . أعرف يقينا أن كلامي قاس ومؤثر ولكنها قسوة مشوبة بالحزن العميق على ما نسمع ونرى كل يوم تقريبا . ومن هنا وكأب محب لشعبه ووطنه الأردن العظيم أناشد كافة الجهات المعنية أن توضع هذه الحوادث ومآسيها بجدية عالية تحت المجهر وأن تتم دراسة أسباب هذه الحوادث وهي واضحة للعيان ووضع التشريعات اللازمة لمحاولة الحد منها ومعاقبة كل من يتجاوز القانون بعقوبات مشددة لا تخضع لأي اعتبار أو ترجي بتخفيفها . أناشد مجلس الأمة التدخل والضغط ليكون قانون السير أكثر تشددا وهم أي أعضاء المجلس من يصلحون ذات البين في هذه الظروف أيضا . أناشد الأهل اللذين يسمحون لأولادهم بقيادة السيارات ويعرفون أن أولادهم متهورون في قيادة هذه السيارات أن يردعوا أبنائهم وبمنتهى القسوة فالقسوة هنا لين ليرفق الأبناء بأهلهم ووطنهم .
أناشد الأئمة والوعاظ في المساجد والكنائس الحث والكلام في هذا الموضوع واستذكار المآسي التي حصلت وتحصل علنا نتعظ ونأخذ العبرة للمستقبل . وفي النهاية وأنا فعليا أتألم بشدة وأنا أكتب هذه السطور أقول وأكرر إلى متى يا شعبنا؟ إلى متى يا حكومتنا ؟ إلى متى يا مجتمعنا الطيب ؟ لنعد لقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ؟ لتعد لمجتمعنا سياسة العيب وسياسة الحرام وسياسة القدوة الصالحة والطيبة . أيها الأردن : أنت بلدنا وعزنا حين تكون شامخا عزيزا . بك نفتخر ونرفع رؤوسنا . بقيادتك الحكيمة نفخر أمام العالم . ليبق عزك عزا ورايتك خفاقة أبدا ليبق أبناؤك غارسين فضائل يوزعونها على القاصي والداني . عشت قويا عزيزا لا قوة بالسلاح بل قوة بمواردك البشرية التي كلنا نعرف كم يكلف بنائها وتعليمها لتغدوا فاعلة معطاءة والله الموفق .