18-06-2013 – بانوراما التامين
استضاف مركز ديلويت لاستشارات التمويل الإسلاميّة في الشرق الأوسط ، حلقة نقاش خاصة ضمت عدداً من كبار خبراء الصيرفة والتمويل الاسلامي من الشرق الأوسط والعالم، بدعم من مجلس التنمية الإقتصادية في البحرين وذلك في 12 يونيو في العاصمة المنامة.
وقد انضمّ إلى خبراء ديلويت في النقاش عدد من ممثلي الهيئات التشريعية الوطنية والمسؤولين التنفيذيين في المصارف الاسلامية والمؤسسات المتخصصة، بهدف مناقشة التحدّيات التنظيمية والعملية التي يواجهها سوق التكافل الاسلامي العالمي وتقديم التوجيهات والتوصيات لتحديد استراتيجيات العمل المحتملة للتعامل مع هذه التحديات في الشرق الأوسط .
هذا وقد عقد اللقاء تزامناً وصدور تقرير ديلويت الجديد تحت عنوان «سوق التأمين التكافلي العالمي – خطة طريق نحو الأسواق الكبرى»، والذي يتناول دراسة دقيقة للتحديات التنظيمية والعملية الناشئة التي ستؤثر على سوق التأمين التكافلي ، كما أنّه يقيّم استراتيجيات الشركات المختلفة و هيكلياتها والتطورات المهمة في السوق بالاضافة الى توجهات نموه عالمياً وفي المنطقة.
وتشير أحدث التقديرات إلى أنّ حجم سوق التأمين التكافلي قد يصل الى 20 مليار دولار بحلول العام 2017. وقد تمّ تسليط الضوء على دول مجلس التعاون الخليجي في التقرير، والتي تساهم بأكثر من 62% من أجمالي حجم التأمين التكافلي على الصعيد العالمي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي حافظت على أعلى نسبة إذ حققت ارتفاعاً إضافياً مقداره 17% لتصل إلى 5.7 مليار دولار في خلال العام 2010 بحسب ما أفادت آخر البيانات.
وبحسب التقرير، فقد تمّ تحديد عشرة تحديات أساسية قد تؤثّر بشكل ملحوظ على مستقبل قطاع التأمين التكافلي وقد تمّ تصنيفها ضمن 5 مواضيع رئيسة وهي:
الحوكمة والامتثال التنظيمي: يخلص التقرير موضحاً الحاجة الى المواظبة على تطبيق إطارات العمل التنظيمية، لتحقيق النمو المطلوب والهيكلة الصحيحة للشركات .
إدارة المخاطر ونظم الرقابة الداخلية: اتخاذ مفهوم العمل القائم على مبدأ إدارة المخاطر كأولوية قصوى مرتبطة بسياسة التخطيط الإستراتيجي لشركات التأمين التكافلي.
التميّز في ادارة وتنسيق العمليات: وهنا تبرز الحاجة إلى وجود نماذج جديدة لادارة العمليات، لولوج الأسواق المتخصصة الجديدة بشكل أوسع، عبر استغلال التطورات التكنولوجية والاستفادة منها لتحقيق فاعلية افضل للكلفة وللإنتاجية.
حوكمة واستراتيجية الإنتاج: وذلك عبر تحسين أساليب ادارة الانتاج وطرق تطويره، والتركيز على الأسواق المستهدفة وعلى عمليتي المبيع والتوزيع.
توفير العناصر البشرية المخنصة (تطوير القدرات التقنية ومهارات القيادة): التركيز على التطوير للعنصر البشري للشركات عبر التخصص وتطوير برامج القيادة وإعادة التركيز على التدريب بحسب الكفاءة.
ويظهر تقرير ديلويت أن العامل الرئيسي في تعظيم قدرات القطاع يكمن في التعامل مع التحديات التي ستؤمّن موضعاً أفضل للقطاع ضمن الأسواق الكبرى وتحقّق النمو والتطور الفعلي للاعمال . كما يبرز التقرير الدور الأهم لمجالس ادارة الشركات في التعامل مع هذه التحديات وبالتالي فإنّ قيادة شركات التأمين التكافلي يجب أن تعزّز الحوكمة لإدارة المخاطر وطرق الرقابة اللازمة. ومن هنا يمكن للمدراء التنفيذين من مؤمني خدمات التأمين التكافلي تقييم التحديات التي يتطرق إليها التقرير والتي يمكن أن تؤثّر على قدرتهم على قيادة شركاتهم لتوليد النمو والربحية.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور حاتم الطاهر، مدير مركز ديلويت لاستشارات التمويل الإسلاميّة في الشرق الأوسط الى «أنّ التركيز المتزايد على الحوكمة والمسؤولية الائتمانية، وإدارة المخاطر، كما المساءلة هي نتائج مباشرة للأزمة المالية العالمية، مما سيؤدي على الأرجح الى طرح العديد من التحديات التنظيمية والعملية أمام سوق التكافل خلال السنوات الخمس القادمة «.
وقد تم عقد جلستين ضمن حلقة النقاش التي أقامها المركز في البحرين ؛ ركّزت الأولى على نمو قطاع التكافل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة جنوب شرق آسيا، بالاضافة الى مناقشة نماذج جديدة للأعمال قادرة على استيعاب الأسواق المتخصصة الجديدة بشكل أوسع. كما تم مناقشة المسائل التنظيمية والممارسات الرائدة في مجال إدارة المخاطر والامتثال للضوابط التشريعية للمؤسسات. أما الجلسة الثانية فقد ركزّت على وضع «خطة مستقبلية»، حيث تمّت مناقشة العوائق التي تواجه النموّ وتحليل السوق المستهدف وكذلك عمليات التوزيع والمبيع الضرورية لتحقيق النموّ والربحية في القطاع.
يذكر أن أكثر من 40 مشاركاً من البحرين و دول مجلس التعاون الخليجي وماليزيا حضروا الحلقات النقاشية الخاصة، واستمعوا الى مداخلات أكثر من 10 محاضرين متخصصين في التمويل والصيرفة الاسلامية حول مستقبل سوق التكافل حيث اختتم دكتور الطاهر قائلا «أكدت المباحاثات والمناقشات على الحاجة الملّحة للتبادل المستمرّ للمعرفة والحوارات الفكرية بين الشركاء في هذا القطاع من أجل تعزيزاتباع أفضل الممارسات والتصدي للتحديات».