تعتبر سوق التأمين اليمنية من أكثر الأسواق في الوطن العربي مليئة بالمفارقات بالرغم من الفرص الواعدة التي تمتاز بها وانتهاجها نظام السوق المفتوح ومزايا التنافس، إلا أن السوق التأمينية اليمنية لا تزال بكراً ولم تكتمل مراحل النضوج فيها، بالإضافة إلى أن قطاع التأمين اليمني يعاني من العديد من المعوقات متمثلة في عدم انتشار الوعي التأميني بسبب ضعف عمليات التسويق والتوعية والعامل الديني والعقائدي، ولهذا تسعى غالبية الشركات التأمينية في بلادنا إلى اختيار نوافذ التخصص وتقديم خدمات تأمينية إسلامية حققت أرباحاً عالية من الأقساط المكتتبة باعتبار هذا النوع من التأين يبشّر بالخير، وبدت الشركات التأمينية الإسلامية بتقديم التأمين على الحياة بالطريقة الإسلامية.
ومما تقدم يتضح بصورة جلية أن التأمين على الحياة يبقى موضوع منافسة خصبة بين الشركات المحلية والأجنبية، حيث تعاني الشركات الأجنبية من نقص الطلب على المنتجات التأمينية والادخارية، نظراً لما يتمتع به النظام التأميني التقاعدي الذي تمنحه بلادنا لمواطنيها، بالإضافة إلى لجوء مؤسسة التأمينات في بلادنا إلى التركيز أكثر فأكثر على المغتربين اليمنيين بدول الخليج بصفة خاصة ودول العالم بصفة عامة.
إلا أنه يتضح لنا مما سبق، على الرغم من الظروف التي تحيط بسوق التأمين في بلادنا من حيث عدد الشركات والمؤسسات التأمينية وحجمها والمنافسة، أنها تمتلك القدرة إلى حد ما على النهوض بقطاع التأمين واحتلال الصدارة على خريطة التأمين الإقليمية وتنتظر مبادرات نحو اندماجها من أجل زيادة تنشيط القطاع وإعادة هيكلته على أسس صلبة ودفعها قدماً نحو آفاق التوسع إقليمياً.