12/12/2011 – بانوراما التأمين

 إن ظاهرة الصعوبة في فهم ماهية الخبير الإكتواري وحدود مسؤولياته ليست وقفاً على الأفراد العاديين في هذا البلد أو ذاك، بل إنها تمتد أحياناً إلى مجال التأمين والضمان الاجتماعي ومن غرابة القول ان يعتبر العاملون في التأمين والضمان (الخبير الاكتواري) نوعاً غريباً من الناس أو لا يعرفون عن وجوده أصلاً مع إنه يعيش بينهم.

ببساطة متناهية ( الخبير الاكتواري) هو من يجمع بين النظريات والتطبيقات في علوم الرياضيات والإحصاءات والاقتصاد والعلوم المالية لقياس المخاطر المستقبلية وإيجاد الحلول لها.

إن عمل الخبير الكتواري أساسي وهام في القطاع التأميني فهو لا يقدم الإحصائيات الخاصة فقط، وإنما يتعاطي بكافة المسائل الفنية والإدارية والمالية، ويعتبر مسؤولاً مسؤولية مبنية مما يقدمه لشركة التأمين من نصائح وملاحظات في القبول والاختيار، وفي أعمال أنظمة الرقابة والإشراف.

إن تأمينات الحياة هي المجال الأوسع والجذر الأول لبصمات الخبراء الاكتواريين في بحث العمر والجنس لجدول الحياة Life Table وفي المعدلات المقابلة لجدول الوفاة Mortality Table إضافة إلى حزمة من المعلومات عن معدلات ومؤشرات الحوادث والعجز والاستشفاء، وتقدير أو تحديد المصاريف الإدارية إلى جانب سعر الفائدة المرافق للتضخم والنمو. كل هذا وغيره من المعادلات تشكل الأساس الذي تبنى عليه تعريفات تأمينات الحياة بالرقم النسبي المئوي أو الألفي المناسب.

ولبيان أهمية الخبير الاكتواري للعمل التأميني أشارت هيئة التأمين الأردنية في قانون الهيئة رقم 33 لعام 1999م (قانون تنظيم أعمال التأمين) إلى إلزامية وجود خبير اكتواري مرخص لدى شركات التأمين حيث حددت ذلك في المادة 36 من القانون التي نصت على ما يلي:-

 

 
أ‌) لا يجوز لأي شخص أن يمارس أعمال الاكتواريين في قطاع التأمين إلا بعد الحصول على ترخيص من الهيئة وفق الأسس والشروط التي يحددها المجلس بمقتضى تعليمات يصدرها لهذه الغاية.
ب‌) على الشركة المجازه لممارسة أعمال التأمين على الحياة أن تعين أو تعتمد اكتوارياً مرخصاً خلال شهر من تاريخ منحها الإجازة على أن تعلم المدير العام بذلك خلال شهر من تاريخ تعينه أو اعتماده.