22-06-2014 – بانوراما التأمين

الكويت – تباينت اراء الخبراء والقائمين على قطاع التأمين فيما يتعلق بالصعوبات والتحديات التي تواجه تقدم وتطور قطاع التأمين المحلي بشقيه التقليدي والتكافلي, حيث ان بعض الظواهر التي ظهرت في الاونة الاخيرة شكلت نوعا من العوائق الاساسية التي تعرقل مسيرة تقدم قطاع التأمين ومنها ظواهر حرق الاسعار وتشويه سمعة الشركات المحلية على الصعيد الخارجي, ناهيك عن انخفاض النشاط التأميني في شهر رمضان بالاضافة الى تفاقم الاحداث السياسية الراهنة محليا واقليميا.
وعلى الرغم من ذلك ظلت مؤشرات التفاؤل لدى بعض المسؤولين قائمة من حيث الايجابية وتحسن الاوضاع تدريجيا وبالتالي نمو اداء القطاع خلال الفترة المقبلة.

“السياسة” استطلعت الاراء والى التفاصيل:
الاقساط التأمينية
اكد رئيس اتحاد شركات التأمين الكويتية ومدير عام شركة الخليج للتأمين طارق الصحاف ان الاتحاد لايزال يواصل جهوده في دعم اداء وتطور قطاع التأمين للنهضة به, موضحا ان الاعضاء سيجتمعون قريبا لرسم الخطة المقبلة للاتحاد واعتماد كل ما يصب في صالح الشركات وقطاع التأمين ككل.
واضاف الصحاف ان هدف الاتحاد الاساسي ايصال صوته للسلطات والجهات المسؤولة للاسراع في اعتماد القانون المقترح من قبل الاتحاد والذي يشمل على تعديل قانون التأمين وانشاء هيئة مستقلة كجهة رقابية لتكون معنية بشؤون الشركات وتنظيم القطاع.
وبين الصحاف ان سلسلة الدورات التدريبية لتأهيل الكوادر البشرية التأمينية ستظل مستمرة, لافتا الى ان احتمالية اقتراح زرع منهج تعليمي معني بالتأمين وارد في حال قبول الفكرة من قبل الجهات المسؤولة, وذلك لاعطاء الطلبة في المدارس فكرة توعوية عن قطاع التأمين.
وعند سؤاله عن اداء المنهج المتبع في بعض الجهات المتخصصة في مجال التأمين, اكد ان مخرجات التأمين جيدة لكن المشكلة الاكبر تكمن في هروبها للعمل في قطاعات اقتصادية اخرى عدا التأمين, حيث ان معظمهم عادة لا يطمح للتخصص في قطاع التأمين واخذه كمهنة للمستقبل.
وعن توقعاته لاداء القطاع خلال العام الحالي علق قائلا: سيظل اداء قطاع التأمين والاقتصاد ككل مرهونا بالاحداث السياسية الراهنة سواء على الصعيد المحلي والمنطقة بشكل عام, مبينا ان القطاعات القيادية كالقطاع النفطي لايزال اداؤه ثابتا ولايزال النمو على الرغم من واقع الاحداث السياسية الراهنة, الامر الذي سيكون له انعكاسات ايجابية على اقساط السوق بشكل سيساهم في دعم ادائه في 2014.
ظاهرة نقل الاخبار المغلوطة
انتقد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة غزال للتأمين داوود توفيق الظاهرة السلبية التي اجتاحت الساحة التأمينية المحلية في الاونة الاخيرة, واصفا تصرفات البعض بغير الأخلاقية ولا المهنية فبالاضافة الى ظاهرة حرق الاسعار, باتت بعض الشركات تنقل اخبارا سلبية عن منافساتها وايصالها للشركات الخارجية بهدف تشويه سمعتها وفسخ عقودها مع شركائها, الامر الذي ادى الى تشويه سمعة بعض الشركات بالاضافة الى الانعكاسات السلبية على مصداقية وسمعة سوق التأمين الكويتي كنتيجة.
وتابع: هناك عدد من الاسباب قد تدفع البعض للجوء لهذا التصرف, فالبعض اما غير مهنيين وقد لا يتمتعون بالخبرة الكافية او يكون اداء الشركة ضعيف فنيا وبالتالي هي بمثابة محاولة لسرقة شركاء جدد, او قد تكون اهداف عدائية وشخصانية لا ترتكز إلى المهنية. بالنهاية ان كانت لاسباب شخصية فسأسميه “فشل” فلطالما نصت القاعدة الاساسية في عالم الاعمال على الفصل مابين العوامل الشخصية والمهنية عندما يتعلق الامر بانجاز الاعمال.
وقبل التطلع للمسائل الشخصية يظل العامل الاهم هو المحافظة على سمعة السوق الكويتي في الخارج فسمعة البلد تظل الاهم حتى نظل حائزين على مكانة واحترام الاخرين, مشيرا الى ان احد المحاور المندرجة في لائحة مهام الاتحاد هي “الاخلاقيات ومبادئ المهنة” والمحافظة عليها بين الشركات ومحاربة التجاوزات وسيتحقق ذلك من خلال اتباع اليات محددة واعتماد ميثاق واضح وصارم للشركات.
واكد ان الشركة بصدد توقيع عقد جديد مع احدى الشركات الاجنبية الخاص بالتأمين على شريحة معينة من افراد احدى الجاليات المقيمة في الكويت, مشيرا في الوقت ذاته الى ان الشركة قامت في الاونة الاخيرة بتوقيع عدد من العقود خلال العام الحالي كان ابرزها عقد شراكتها وتحالفها مع شركة مصر لتأمينات الحياة لتقديم خدمات التأمين للجالية المصرية المقيمة في الكويت بالاضافة الى عدد من العقود المحلية مع مختلف الجهات.
واضاف توفيق ان الشركة تعتزم ايضا طرح منتجات تأمين جديدة خلال العام الجاري, بالاضافة الى طرح انشطة رمضانية اجتماعية, ناهيك عن التعاقد مع شريك استراتيجي مختص في مجال التأمين خلال الفترة القليلة المقبلة, لافتا الى ان جميع المؤشرات تؤكد ان اداء “غزال” للعام 2014 سيكون ايجابيا جدا.
واكد ان اتحاد شركات التأمين سيحدث قفزة نوعية في عالم التأمين المحلي, كاشفا ان اجندة الاتحاد في جعبتها العديد من الخطط والمشاريع الفعالة بحيث سيكون لها واقع مؤثر على تطوير القطاع والنهضة به خلال المرحلة المقبلة.
وثائق السفر
من ناحيته قال نائب رئيس الشركة الخليجية للتأمين التكافلي ونائب رئيس اتحاد شركات التأمين ناصر الدرباس انه على الرغم من ازدياد حدة المنافسة داخل سوق الكويت للتأمين وزيادة عدد الشركات المنافسة, الا أن الشركة الخليجية للتأمين التكافلي كانت وستظل احدى الشركات الرائدة في التأمين التكافلي بالكويت وذلك لما تحظى وتتمتع به من سمعة جيدة عن طريق الوفاء بكافة التزاماتها تجاه العملاء, كما تتمتع الشركة بمحفظة تأمينية متنوعة لتغطية جميع أخطار القطاعات الخدمية بما يتناسب مع وضع وطبيعة سوق العمل التأميني ومنتقاة على أكبر قدر من المهنية.
وتابع الدرباس: كما هو متعارف عليه أن حركة النشاط تنخفض في شهر رمضان الفضيل على مستوى كل القطاعات وليس قطاع التأمين فقط, الا اننا نستعيض عن ذلك الانخفاض نسبيا بارتفاع حركة التأمين على وثائق السفر مع بداية فترة الصيف نظرا لاقتراب الاجازات السنوية في تلك الفترة.
واضاف: على الرغم من ذلك الانخفاض الا ان الشركة الخليجية تأخذ بعين الاعتبار في خططها التقديرية السنوية مدى تأثير تلك الفترة على حجم الاقساط السنوية مع مراعاه تحقيق التوازن النسبي حتى نهاية السنة.
وافاد ان الشركة الخليجية للتأمين التكافلي تحظى بفريق عمل على قدر عال من الكفاءة المهنية والفنية على مستوى جميع القطاعات بما يضمن تقديم خدمة مميزة لعملائنا وتحقيق الخطط المستقبلية للشركة.
الاوضاع السياسية
من ناحيته قال مدير عام شركة وثاق للتأمين التكافلي ماجد العلي: إن الاوضاع السياسية الحالية المحلية والإقليمية, تشكل تحديا جديدا لقطاع التأمين حيث نلاحظ تراجع مؤشرات الأسواق في المنطقة تأثرا بتلك الأحداث, الأمر الذي قد يتسبب بخسائر للشركات على المستويين الاستثماري والتأميني, كما أن ازدياد التوتر السياسي يعطل عجلة التنمية ويؤثر على كامل المؤشرات الاقتصادية وبالتالي يتأثر قطاع التأمين تباعاً. ومن أهم عوامل النهوض بهذا القطاع وحمايته هي العمل على زيادة الوعي الحكومي والاستهلاكي وتأسيس هيئة عامة وتطوير القوانين وإيقاف التراخيص وإيقاف عمل التكافلي من خلال التقليدي وتفعيل دور الاتحاد.
واضاف: ولكن ورغم ذلك, نتوقع أن يصمد القطاع كما صمد في وجه الأزمات السابقة مثل أزمة الأسواق العالمية والركود الاقتصادي حيث كان قطاع التأمين اقل تلك القطاعات تحقيقا للخسائر والأكثر حفاظا على النمو.

المصدر: السياسة – اعداد هبة حماد