14/03/2012 – بانوراما التأمين

أشار تقرير صدر مؤخراً عن "إيه إم بيست" أن سوق التأمين في المملكة العربية السعودية شهد تغيراً دراماتيكياً خلال العقد المنصرم، ومن المتوقع أن يشهد المزيد من التطور خلال الأعوام المقبلة.

وقال دين بورتيلي كبير المحللين الماليين في هذا السياق: "لقد شهد القطاع منذ أن بدأت مؤسسة النقد العربي السعودي بتنظيمه في عام 2003 تطورات مهمة في البيئة التنظيمية وبشكل أساسي فيما يخص التغيرات الهيكلية المتعلقة بشركات التأمين. هذا وطُلب إلى الشركات أن تكون غالبية أسهمها مملوكة سعودياً الأمر الذي اضطرها إلى الانتقال إلى داخل المملكة".

وذكر التقرير الذي حمل عنوان "سوق التأمين في المملكة العربية السعودية يتأقلم مع التغييرات الدراماتيكية" أن: "نسبة انتشار التأمين في المملكة منخفض على الرغم من النمو السريع الذي شهده خلال الأعوام الماضية. وتعتقد ’إيه إم بيست‘ أن تسهم التوقعات الاقتصادية للبلاد في دعم الطلب المتزايد على التأمين، لا سيما وأن المملكة العربية السعودية تأثرت بشكل خفيف بالربيع العربي، إلا أنه وعلى الرغم من ارتفاع حدة المخاوف السياسية فقد تمت المحافظة على حالة الاستقرار".

من جانبه قال ماهيش مستري المدير المشارك لشؤون التحليلات: "لقد شكّل إدخال التأمين الصحي الإلزامي الذي بدأ مع المغتربين في عام 2006 دافعاً أساسياً للنمو خلال الأعوام الماضية. كما شكل القطاع الصحي 53 في المائة من إجمالي البوليصات المسجلة خلال عام 2010 مقارنة مع 32 في المائة خلال عام 2006" وذلك في سوق متنامي".

وأضاف بأن القطاع يواجه عدداً من التحديات كذلك، وقال في هذا الإطار: "لقد نشأت معظم الأعمال التي حظيت بها شركات التأمين السعودية من قطاع التجزئة وبشكل خاص من المركبات والصحة، الأمر الذي يخلق بيئة عمليات حافلة بالتحديات بالنسبة لشركات التأمين بسبب الطبيعة التنافسية لهذه المنتجات. وبالإضافة إلى ذلك ستؤدي الأسعار المنخفضة المتواصلة نتيجة للمنافسة الشرسة وعبء الزكاة على الشركات إلى نشوء بيئة عمل صعبة قد تشكل خطراً على حقوق المساهمين".

هذا ويدرس التقرير التطورات التنظيمية وتوزيع منتجات التأمين وتوجهات إعادة التأمين والمخاطر المحتملة التي تواجهها شركات التأمين.

وفي هذا الإطار أشارت إيفيت إيسن مدير أبحاث القطاع في أوروبا والأسواق الناشئة إلى أن: "سوق التأمين في المملكة العربية السعودية ينطوي على فرص كبيرة للنمو، لا سيما في ظل تعداد السكان الكبير الذي يصل إلى نحو 28 مليون نسمة. لقد شهدت كثافة التأمين ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية ولكنها لا تزال منخفضة مقارنة بدول أخرى في المنطقة، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك وفي الوقت الذي يتزايد فيه الطلب على التأمين، فإن المنافسة لا تزال شديدة خاصة في ظل سعي اللاعبين الجدد في السوق للحصول على حصص فيه".