16-02-2023 – انوراما التأمين

 

هكذا بدى طريق غازي عنتاب اضنا جنوب تركيا جراء الزلزال الذي كان مركزه كهرمن مرعش بقوة بلغت 7,8 درجات على مقياس رغتير .

 

الزلزال حدث على عمق 18 كم وهي مسافة قريبة نسبياً جعلت الزلزال اكثر قوة ليأتي بعده زلزال اخر بقوه 7,9 جاعلاً من جنوب تركيا وشمال سوريا مناطق منكوبه بالاف الضحايا والجرحى.

 

المنطقة المعنية جنوب تركيا وشمال سوريا فرغت بهذين الزلزالين ومئات الهزات الارتدادية طاقة مخزنة من عشرات العقود ووفق خبراء مختصين بعلوم الجيولوجيا ، فإن الزلزال كان من المحتمل ان يكون اكثر تدميراً لو تأخر بضع سنوات .

 

ويقول الخبراء ان الطاقة المنبعثة من زلزل تركيا ستولد ضغط على الصفائح المجاورة وهذا يعني ان هزات او زلازل قد تحدث على طول فالق البحر الميت . وهنا لا بد من فهم جزئية تأخر الزلازل والهزات وذلك انه فيما يتعلق بزلزال تركيا فإنه عائد الى تحرك الصفيحة العربية واصطدامها بصفيحة الاناضول بمعدل 20 ملم سنوياً مما يعني تكدس طاقة ضغط هائلة منذ عشرات السنوات بإنتظار لحظة معينة لتفريغ حجم المسافة المتراكمة والتي ستأخذ حجمها الطبيعي بحسب نوع التصادم وهنا يكون بإنزلاق الصفيحة العربية اسفل صفيحة الاناضول اي انه بالمحصلة كلما زاد تراكم المسافة المكدسة وتأخر وقت تفريغها زاد حجم الزلزال وقوة تدميره.

 

في حين وكما تشير الخرائط فإن صفيحة الاناضول اكتسبت بعد الزلزال قوة ضغط من جهة الجنوب والاكيد فأن هذا الضغط سيتوجه الى مناطق التصادم الاخرى ولا سيما فالق البحر الميت

ولان هذا الكسر  الطويل الممتد من شمال غرب سوريا ولبنان الى البحر الميت والعقبة الاردنية لم يشهد عملية تفريغ للطاقة منذ عقود طويلة ، فيبدو وفق خبراء الجيولوجيا ان المنطقة المعنية على موعد مع هزات ارضية لتصحيح التشوه الناجم عن عملية التصادم الجانبي .

 

فيما يبقى من الاكيد ان خسائر زلزال تركيا فادحة وان هذه الواقعة ستسلط الضوء على تأمين الزلازل والكوارث الطبيعية واستجابة الدول في وضع برامج وطنية للحد من الخسائر الشاملة التي قد تتعرض لها في حال حدوث كوارث طبيعية بهذا الحجم.

وكشفت تقارير تركية عن معدل التأمين الالزامي على المنازل في المدن العشرة التي تعرضت للزلزال حيث تشير التقارير الى ان نسبة تقديرية بحوالي 55% من اجمالي المساكن في عموم البلاد تقع تحت مظلة التغطية التأمينية .

 

والجدير بالذكر ان تركيا قامت بفرض التأمين الالزامي على الزلازل عن طريق تأسيس مجمع لتأمين الكوارث عام 2000 م وهي مؤسسة عامة ذات هوية قانونية تهدف الى ضمان قدرة المواطنين على استئناف حياتهم بعد وقوع الزلازل بتوفير تعويضات مالية مدروسة .