يخطئ من يعتقد ان الدول العربية وحدها تزدحم بشركات التأمين. ففي اوروبا خمسة آلاف شركة تأمين توظف 950 الف شخص. والفارق بين اوروبا والدول العربية هو ان اوروبا متقدمة صناعيا، والاوروبيون يركنون الى شركات التأمين في ضمان رواتبهم التقاعدية ومدخراتهم. وشركات التأمين التي تتعاطى تأمين المدخرات تخضع لرقابة مشددة وتدفع للمتعاقدين معها عوائد سنوية مرتفعة على الاموال المودعة لديها. وهذا النوع من الرقابة غير متوافر في اي من الدول العربية.

اما في الدول العربية فإن معظم اقتصاداتها الوطنية تعتمد على تصدير النفط، ما يضيّق امام الشبان والشابات فرص الحصول على وظائف. كما ان التأمين الالزامي يقتصر على نوع واحد وهو تأمين السيارات ضد الغير (T.P.L.)باستثناء المملكة السعودية وامارة ابو ظبي اللتين جعلتا التأمين الصحي الزاميا على المقيمين على اراضيهما.
وفي آخر الاحصاءات التي جمعها الاتحاد الاوروبي ان اقساط التأمين المكتتبة في اوروبا خلال العام الماضي بلغت 1,107 تريليون يورو اي ما يزيد عن الف مليار يورو. وهي تتوزع بين التأمين على الحياة والادخار والتقاعد (69 بالمئة) والتأمينات العامة (29 بالمئة) والتأمين الصحي (10 بالمئة).

وتمثل الحصة الاوروبية من الاقساط المكتتبة في العالم اجمع 37 بالمئة، وهي تسبق في هذا المجال الولايات المتحدة الاميركية التي تبلغ حصتها 30 بالمئة وآسيا بما في ذلك اليابان والصين (27 بالمئة).
وتتصدر بريطانيا الدول الاوروبية من حيث انتاج الاقساط اذ بلغت 209 مليارات يورو، تليها فرنسا 206 مليارات يورو، ثم المانيا 178 مليار يورو. ويبلغ مجموع استثمارات شركات التأمين الاوروبية 7,300 تريليونات يورو.