04/07/2012 – بانوراما التأمين

سلطت دراسة جديدة عن أسواق التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي الضوء على تدهور معدل الربحية للقطاع على مدى السنوات الأربع الماضية، شملت نتائج أكبر 30 شركة تأمين تقليدية، لتنخفض من 28% في عام 2007 الى 9% عام 2011.

وتنص الدراسة على أن تجديد نماذج التشغيل مع ركائز الربحية سيمنع المزيد من التراجع وسيقود شركات التأمين الى طريق الانتعاش، وذلك وفقا لـ"أيه تي كيرني" شركة الاستشارات الادارية العالمية، بحسب الوطن الكويتية.

فقد أدت ضغوط السوق القوية على جميع قطاعات التأمين الى خفض ربحية شركات التأمين في دول الخليج.فعلى سبيل المثال، انخفضت قيمة أقساط تأمين السيارات بنسبة 23% في الامارات على مدى السنوات الثلاث الماضية.بينما في التأمين الطبي، ارتفعت تكاليف الرعاية الصحية بنسبة تصل الى 50% خلال الفترة نفسها، في حين ان العائد على الاستثمار لايزال منخفضا بنسبة 3.9% بعد ان كان 10.9% قبل أربع سنوات.

وعموما، انخفضت الأرباح الفنية عبر قطاعات الأعمال 10 نقاط على مدى السنوات الأربع الماضية في جميع دول الخليج.ووفقا للدراسة فان الربحية الفنية المنخفضة والاستراتيجيات الاستثمارية غير المثلى هي العوامل الرئيسية لهذا الانخفاض المستمر.وتعاني شركات التأمين أيضا من عدم وجود قابلية التوسع لعملياتها، فارتفاع التكاليف التشغيلية والتوظيفية كانت أسرع بكثير من تطور النشاط التجاري لها على مدى السنوات الأربع الماضية.

ووفقا للدراسة، أدت استراتيجيات الاستثمار غير الملائمة الى خفض ربحية عوائد الاستثمار بواقع 17.5 نقطة مئوية.

وقال خبراء "أيه تي كيرني" أن على شركات التأمين الأخذ بعين الاعتبار ان الأسواق المالية قد لا توفر عائدات قوية.وان تأسيس ادارة متخصصة للأصول والخصوم تكون منفصلة عن وظيفة التمويل التقليدية من شأنها ان تحافظ على الالتزامات تجاه حاملي وثائق التأمين.

ومع ذلك، تمكن العديد من شركات التأمين الاقليمية من الحد من خسائر محافظها التأمينية من خلال برامج اعادة تأمين أكثر كفاءة.فبين عامي 2007 و2011 زادت أكبر 30 شركة تأمين في دول مجلس التعاون الخليجي من معدل الاحتفاظ لديها من 48 الى 57% من اجمالي أقساط التأمين المكتتبة.

ولايزال نمو سوق التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي واعدًا، لكن يجب على شركات التأمين المحافظة على الربحية للاستفادة من هذا النمو.كما يتوقع ان تقوم اتجاهات السوق الحالية -الى جانب عدم كفاءة العمليات- بالتسبب في تآكل رؤوس أموال شركات التأمين الاقليمية، مما يعني ان الآن قد حان لوضع خريطة طريق نحو تحقيق النمو المستدام والربحية المتواصلة، والتوجه بعيدا عن أي انهيار محتمل للربحية.