14-04-2016 – بانوراما التأمين
"نعيش في عالم خطير وفاقد للبوصلة"، هكذا اختار برنار سبيتز، رئيس الفدرالية الفرنسية لشركات التأمين، توصيف الوضع العالمي وما نعيشه من اضطرابات، وذلك خلال مشاركته في ملتقى الدار البيضاء للتأمين، مؤكدا أن هذه الأوضاع تطرح العديد من التحديات على شركات التأمين في العالم.
وشدد سبيتز على كون ثلاثة مشاكل باتت الشغل الشاغل لشركات التأمين، ويتعلق الأمر بالإرهاب، والجرائم الإلكترونية، ثم التغيرات المناخية، قبل أن يستعرض المشاكل التي تعيشها القارة الأوروبية حاليا، ولعل أهمها قضية الهجرة واللاجئين، والهجمات الإرهابية التي ضربت عواصم أوروبية، والاستفتاء البريطاني حول البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، مضيفا: "هذه المشاكل تأتي لتجعل من أوروبا أكثر هشاشة".
وبلغة يغلب عليها التشاؤم أكد المسؤول الفرنسي أن "الأوضاع العالمية باتت عصية على الفهم؛ ففي وقت اعتقد الجميع أن تراجع أسعار النفط سيفيد الدول المستوردة، لم يتحقق هذا الأمر، وفي وقت ظن الأوروبيون أن إضعاف قيمة الأورو سيؤدي إلى الرفع من الصادرات الأوروبية، ظهر أن الأمر غير صحيح"، على حد تعبيره.
وشدد سبيتز، الذي سبق أن تقلد مناصب حكومية قبل الانتقال إلى قطاع التأمين، على أن التطور الرقمي فرض على شركات التأمين منافسين جددا، كما أنه وضعهم أمام تحدي ضمان خصوصية الأشخاص المستفيدين من التأمين، مواصلا بأن الجرائم الإلكترونية تتطور بوتيرة متسارعة، وقد تضررت منها العديد من الشركات الكبرى.
وتنضاف إلى مشكل الجرائم الإلكترونية قضايا الإرهاب، إذ قررت فرنسا خلق صندوق مشترك بين الدولة وشركات التأمين لتعويض ضحايا الإجرام الإرهابي.
وأوضح سبيتز أن قضية التغيرات المناخية تعد هي الأخرى هاجسا لدى الفاعلين في مجال التأمين، وهو ما يفسر مشاركتهم بقوة في قمة المناخ العالمية في باريس العام الماضي، ومشاركتهم في قمة مراكش للمناخ خلال العام الحالي.
من جهته تحدث ديرك كامبثورن، رئيس الفدرالية العامة لشركات التأمين، التي تضم تحت لوائها 40 فدرالية لشركات التأمين، من بينها الفدرالية المغربية لشركات التأمين، عن كون التحديات الصاعدة لا يمكن أن تمنع شركات التأمين من القيام بدورها، والمتمثل حسب الوزير السابق في حكومة بوش "في جعل حياة الناس أكثر أمنا ومنحهم الكرامة الإنسانية".
الوزير السابق في حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عبر عن إعجابه بالمغرب، ووصفه بكونه "حلقة الوصل بين بابل وهوليود"، مؤكدا أنه خلال زياراته المتكررة إلى العديد من الدول الإفريقية التي شهدت صراعات مسلحة وقف على حقيقة ما تخلفه، مضيفا: "وهو ما دفعني إلى العمل في مجال التأمين"، ومواصلا بأن القارة الإفريقية ستكون في أفق سنة 2050 القارة الأكثر تحقيقا للنمو الديمغرافي، والأكثر توفرا على الشباب، "لذلك على شركات التأمين أن تعمل على التحضير لهذا التطور في القارة السمراء"، حسب تعبيره.
ولم يفت المتحدث الأمريكي أن ينبه إلى المشاكل المناخية، وعلى وجه الخصوص تدبير الموارد المائية التي "تعد من أهم وأكبر المشاكل التي يعاني منها العالم"، حسب وصفه.