03- 04 – 2019 – بانوراما التأمين

قرأت في المواقع الالكترونية خبر بعنوان ( أفضل وأسوأ شركات تأمين المركبات في الاردن ) والعنوان بحد ذاته مثيرا وتبين ان مقياس الافضلية والسوء يقترن بعدد الشكاوي المسجلة على الشركات لعام 2018 وذكر الموقع الالكتروني بان الهدف من هذه الاحصائية مساعدة المواطن على اختيار الشركة المناسبة لتأمين مركبته ولا اعلم كيف تم اختيار هكذا عنوان لمقال يذكر فيه أسماء الشركات صراحة ودعاية لها لان من يقرأ هذا الخبر سيتجه فورا الى الشركات التي حصلت على المؤشر الايجابي وعددها خمسة والتي حصلت على المؤشر السلبي عددها 7 والمجموع 12 بينما هناك 24 شركة تامين في الاردن فهل هذ يعني ان باقي الشركات حصلت على نتيجة الامتياز اذا استثنينا شركة او اثنتين لاتتعامل مع تامين السيارات ولو أخذنا شركة الصفوة للتأمين بأدارتها الجديدة ( الاردنية الاماراتية للتأمين – الواحة للتامين – العالمية للتامين سابقا ) مثالا لهذا التقييم سنجد ظلما لها حسب نسبة التقييم التي حصلت عليها لعدة اسباب :

– استلمت الادارة الجديدة مهام عملها في 1/1/2018 وهي السنة التي اعتمد التقييم عليها وهي ادارة قد تورثت قضايا وحوادث لادارات عديدة سابقة وقامت الادارة الحالية بدفع كثير من الملفات التي كانت عالقة مما خفف من التزاماتها التأمينية .

– تم تشكيل لجنة من ادارة التامين بعد شراء الادارة الحالية غالبية اسهم المستثمر الخليجي لعدم نجاحه ايقاف نزيف الخسائر رغم الادارات المتعاقبة لها واشرفت اللجنة على اعمالها بالكامل وخرجت بنتيجة ايجابية فكيف اصبحت سلبية طالما ان اللجنة المشكلة رأت بعينها طريقة حل ملفات الحوادث .

– لايمكن الحكم على اي ادارة جديدة من اول يوم استلامها لمهامها ولاتظهر النتيجة الحقيقية الا بعد ثلاث سنوات على الاقل بعد ان تقوم بتسديد معظم التزامتها .

– في وقت لايحق للمواطن اختيار شركة التامين لضد الغير كيف يتم اجبار المواطن بالتعامل مع شركة في نظر ادارة التأمين سيئة علما ان الشكاوي المشار اليها تتعلق بتأمين ضد الغير .

– لم يظهر التقييم عدد الشكاوي المقدمة ضد كل شركة بل اكتفى بنسبة ولايمكن الاعتماد على عدد الشكاوي لقياس افضلية الشركة عن غيرها لان عدم تسجيل شكاوي لا يعني بان الشركة قد اعطت المتضرر كامل حقوقه التأمينية لان المواطن يفضل تحصيل تعويضه من الشركة وباقل من حقة وعدم اللجوء الى القضاء او ادارة التامين او توكيل محامي سيشاركه في تعويضه بنسبة ليس قليلة وقد يأخذ ذلك وقتا طويلا .

– غالبية الحوادث يتم حلها بالصراخ او عشائريا او صداقة وهذا لايعني انها الافضل .

– قلة التوعية التأمينية للمواطن بحقوقه يجعله يرضى بما تعطيه الشركة .

وغيرها من الاسباب لذا اتمنى ان توضح ادارة التامين ما تعنيه هذه النسب لان فيها نوع من الدعاية لشركات عن غيرها ويجب امهال الشركات ذات الادارة الجديدة مدة من الزمن ليتم تقييمها .

الكاتب المختص بشؤون التأمين

المهندس رابح بكر