15/02/2012 – بانوراما التأمين
تضاعف حجم التعويضات التي دفعتها شركات التأمين العالمية خلال العام 2011، لتصل إلى نحو 396 مليار درهم (108 مليارات دولار)، مقابل 198 مليار درهم (54 مليار دولار) خلال العام 2010، بحسب تقرير حديث لشركة مارش العالمية المتخصصة في التأمين على المنشآت النفطية.
وقال بيتر ذافينو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة خلال مؤتمر شركات النفط الوطنية الذي بدأ فعالياته بدبي أمس، إن تضاعف حجم التعويضات التي تكبدتها شركات التأمين العالمية خلال العام الماضي يرجع إلى زيادة عدد الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم خلال العام 2011.
ولفت إلى وقوع نحو 12 كارثة طبيعية كبرى خلال العام المنصرم، أهمها تسونامي الذي ضرب شواطئ اليابان خلال شهر مارس وتبعاته، خاصة تصدع المحطات النووية، إضافة إلى بركان آيسلندا وفيضانات تايلاند، مشيراً إلى أن المعدل الوسطي لتحمل شركات التأمين عن كل كارثة طبيعية يبلغ نحو مليار دولار.
ونوه بأن الكوارث الطبيعية المتتالية التي وقعت خلال العام 2011 أدت إلى ارتفاع فائق في أسعار التأمين على المنشآت النفطية ومنشآت الطاقة النووية، متوقعاً انخفاض الأسعار مجدداً خلال العام 2012 نتيجة المنافسة بين شركات التأمين العالمية التي ترى أن التأمين على مثل هذه المنشآت لا يزال مربحاً على الرغم من هذه التحديات.
وقال يتعين على شركات النفط الوطنية أن تتبنى استراتيجيات مناسبة لإدارة المخاطر كوسيلة لتحقيق المنافع من وحدات أعمالها، بهدف تعزيز إمكاناتها التجارية والتغلب على التحديات المرتبطة بالجيل الجديد من عمليات استكشاف المواد الهيدروكربونية وإنتاجها على مستوى العالم.
وطبقاً لتقرير أعدته شركة “أوليفر وايمان”، فإن كثيراً من شركات النفط الوطنية لديها استراتيجيات مخاطر غير متسقة وغير وافية تنشأ من طريقتها في الإدارة والتحكم، تسهم في تقليل مستوى تقلبات الأداء لديها وزيادة أرباحها عن طريق تطبيق منهجيات وأدوات إدارة المخاطر بأفضل الممارسات.
وقال مارك روبسون، الشريك في وحدة “التجارة والمخاطر العالمية في أوليفر وايمان” ومعدّ التقرير، إن الشركات الناجحة اعتادت تطبيق وسائل إدارة المخاطر عند اتخاذ قراراتها الاستراتيجية، أما بالنسبة لشركات النفط الوطنية في العالم، فالأمر أكثر أهمية وحيوية، حيث إن قراراتها وعملياتها تسهم في تغيير مستقبل بلادها. لذلك يتوجب عليها تطوير ممارسات إدارة مخاطر سليمة ومحكمة.
ويوصي تقرير أوليفر وايمان بأن تتبنى شركات النفط الوطنية في العالم برنامجاً من أربع خطوات للوصول إلى عملية تخطيط مالي أكثر ديناميكية وترتكز إلى استراتيجية قوية في إدارة المخاطر، ويتمثل هذا البرنامج في تحديد القابلية للمخاطر، وتحديد أولوية المخاطر، وتجميع حاصل المخاطر، ثم ربط المخاطر بعملية صناعة القرار الاستراتيجي.
ومن جهته، قال جيم بيرس رئيس وحدة الطاقة العالمية لدى مارش “شهدت شركات النفط الوطنية في العالم خلال السنوات الأخيرة مخاطر متزايدة التعقيد، إضافة إلى زيادة معدل سرعة وحجم الأحداث التي تعزز حالة عدم اليقين في تحقيق المكاسب”.
وتعد شركة مارش شركة عالمية متخصصة في مجال وساطة التأمين واستشارات إدارة المخاطر في مجال النفط والطاقة، ويعمل لدى مارش نحو 25 ألف موظف متخصصين في تقديم الاستشارات ودراسة وتقييم الصفقات لعملائها المنتشرين في أكثر من 100 دولة.