19-02-2013 – بانوراما التأمين
أكد السيد خليفة السبيعي الرئيس التنفيذي لشركة قطر للتأمين أن استراتيجية الشركة الجديدة تقوم على التوسع الخارجي في وقت نجحت فيه الشركة في تغطية منطقة الشرق الأوسط وحصلت على أعلى تصنيف ائتماني باعتبارها أكبر شركة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ترتيب الشركة الأولى في الشرق الأوسط وعلى مستوى قارة آسيا أصبح في المرتبة 14 وعلى مستوى العالم أصبحنا نحتل الرقم 140، وبالتالي فإن شركة قطر للتأمين أصبحت تنظر لنفسها باعتبارها شركة عالمية وليست مجرد شركة محلية أو إقليمية.
وأشار إلى أن هذه الرغبة نابعة من توجيهات سمو أمير البلاد المفدى الذي يرغب في رؤية قطر للتأمين من بين أكبر 50 شركة تأمين حول العالم، مشددا على أن توسع المجموعة خارج حدود دولة قطر هو السبيل الوحيد لنمو أعمال الشركة وتصنيفها.
وأضاف السبيعي في تصريحات صحفية على هامش اجتماع الجمعية العمومية للشركة أمس أن الشركة أصبحت ملتزمة بالتوسع خارجيا وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 بأن تصل الشركات الوطنية إلى العالمية، مشيرا إلى أن الخطة الخمسية للشركة التي انطلقت بداية يناير 2013 وتنتهي عام 2018 تقتضي أن تصبح مجموعة قطر للتأمين من ضمن أكبر 50 شركة على مستوى العالم خلال السنوات الخمس القادمة، لافتا إلى أن هناك خطة طموحة للشركة وضعها الاستشاريون الذين انتدبتهم الشركة وهم شركة أوليفر وايمن، حيث أعدوا دراسة استغرق إعدادها سنة ونوقشت على مستوى مجلس الإدارة وتم اعتمادها وهذه الخطة تنتهي 2018.
وفي رده على سؤال عن قدرة الشركة للمنافسة في مجال إعادة التأمين الذي تستحوذ عليه شركات عالمية كبرى، أوضح السبيعي أن الشركة جاهزة للمنافسة وتمتلك الخبرات الفنية والملاءة المالية، هذا بالإضافة إلى أن قطر للتأمين تتمتع بميزة دعم حكومة قطر من خلال الشراكة مع شركة قطر القابضة وهو ما سيعطي لنشاط الشركة زخما وقدرة على المنافسة على مستوى العالم، مشيرا إلى أن خروج الشركة للعالمية سيجعلها شركة متعددة الجنسيات.
كوادر قطرية
وحول الخطوات التي تم اتخاذها للخروج للعالمية، أوضح الرئيس التنفيذي أن مجموعة قطر للتأمين بدأت بافتتاح شركة كيوري في مدينة زيورخ التي تعتبر من عواصم إعادة التأمين العالمية وهي شركة قائمة وتتوفر على خبرات فنية كبيرة وقد زاولت نشاطها من بداية العام الحالي، ولدينا مكتب تمثيل في بريطانيا بدأ مزاولة نشاطه، وكذلك مكتب في بورمودا.
وبخصوص ما إذا كانت هناك قيادات قطرية تدير مكاتب الشركة الخارجية، أوضح السبيعي أنه في الوقت الراهن تدار هذه المكاتب من خلال خبرات عالمية، لكن في المستقبل نخطط لأن تدير هذه المكاتب كفاءات قطرية، لافتا إلى أن الشركة تستثمر في العنصر البشري القطري وتأهيله لإدارة هذا النوع من النشاط، حيث إن الشركة تبتعث طلابا قطريين على حسابها بعد إكمالهم للمرحلة الثانوية للدراسة في جامعات عالمية متخصصة في مجال التأمين وبعد عودتهم يكتسبون الخبرات العملية ليترقوا في السلم الوظيفي بالشركة، وبالتالي من الوارد أن نعمل دورات من الكفاءات الوطنية العاملين في الشركة حاليا في مكاتبنا الخارجية لتطوير خبراتهم، مشيرا إلى أن قطاع التأمين يحتاج لكفاءات متخصصة.
وبخصوص قدرة الشركة على تحمل المخاطر وتغطية المناطق التي تتعرض لكوارث أوضح السبيعي أن قطر للتأمين لديها قدرة عالية على تحمل المخاطر، وقد أخذنا تغطيات في استراليا وكانت هناك كوارث طبيعية، وكذلك في نيوزيلندا وفي اليابان وتايلاند وكلها مناطق تعرضت لكوارث من تسونامي وفيضانات وزلازل، وقد دفعنا عشرات الملايين، وقطر للتأمين موجودة في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الشركة لديها قدرة كبيرة على الوفاء بالتزاماتها، وفي نفس الوقت تدرس المخاطر بشكل جيد.
وفي رده على سؤال عن إمكانية أن تكون شركة إعادة التأمين كيوري التابعة لقطر للتأمين نواة لشركة إعادة خليجية أو عربية في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، أوضح السبيعي أن قطر للتأمين قررت أن تدخل هذا المجال وانطلقنا في موضوع إعادة التأمين وأي جهة أو شركة ترغب في الشراكة معنا نحن نرحب بها، ولكننا قررنا المبادرة بالانطلاق، مشيرا إلى أن شركة إعادة التأمين ستكون شركة عالمية، بينما شركة قطر للتأمين التابعة للمجموعة ستكون شركة إقليمية، ولدينا شركات في مختلف القطاعات.
تملك 20%
وقال إن العام الحالي 2013 يصادف مرور 50 سنة من عمر الشركة التي تأسست في العام 1964، لافتا إلى أن الشركة تطمح إلى وضع رؤية ومعايير جديدة تتناسب مع قدم وعراقة الشركة في السوق المحلية والمنطقة بشكل عام.
وأوضح السبيعي أن الخطة الخمسية للشركة من أهم بنودها أن تخرج الشركة من الحيز الضيق والانطلاق نحو العالمية، والآن فإن الشركة قد دخلت إلى العديد من دول العالم المختلفة منها الإمارات ودبي والكويت ومالطا والاتحاد الأوروبي، ونطمح من خلال الخطة الخمسية أن نتحول إلى شركة قابضة يندرج تحتها العديد من الشركات ذات المجالات المختلفة.
وأشار إلى أنه في تركيبة الشركة أصبح هناك شركات تخصصية تندرج ضمن قائمة الشركات التابعة لمجموعة قطر للتأمين منها شركات عقارية وأخرى استثمارية وكذلك شركات تأمين وإعادة تأمين وتأمين على الحياة.
وقال إن التوسع الذي تنتهجه الشركة يتطلب زيادة كادر الشركة وزيادة رأس المال، أو دخول شريك استراتيجي، وذلك بهدف تعزيز قدرة الشركة على التوسع الخارجي.
وأوضح السبيعي أن الخطة الخمسية للشركة والتي تهدف إلى التوسع عالميا تشمل مرحلتين الأولى إنشاء شركات على مستوى العالم، والثانية شراء شركات قائمة بذاتها، مشيرا إلى أنه وحتى الآن لم يتم البت في الأسلوب المناسب.
وفيما يتعلق بمعدلات التقطير داخل الشركة قال السبيعي إن نسبة القطريين بلغت حتى الآن نحو 30% مشيرا إلى أن الشركة تعمل كذلك على ابتعاث العديد من المواطنين القطريين إلى الخارج للحصول على دورات متقدمة وكذلك إكمال دراساتهم العليا والآن فإن الشركة تزخر بالعديد من الكفاءات والقيادات التي حصلت على منح دراسية من قبل الشركة.
وأشار السبيعي إلى أن الدولة تمتلك في قطر للتأمين نسبة 12% وذلك منذ تأسيس الشركة في العام 1964، لافتا إلى أن الحكومة ترغب في الوقت الحالي في زيادة نسبتها في الشركة لتبلغ 20%، موضحا أنه ومن أجل هذه الزيادة في شركة قطر القابضة ترغب في شراء ما يعادل 8% من رأسمال الشركة.
وأوضح أن مجلس إدارة قطر للتأمين درس هذا العرض منذ 9 شهور، ووافق من حيث المبدأ، لافتا إلى أن دخول الحكومة القطرية كشريك استراتيجي في الشركة يعد بمثابة دعم قوي للشركة.
وأوضح أنه رغم موافقة مجلس الإدارة على العرض بشكل مبدئي إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات خاصة بهذا العرض من قبل قطر القابضة، معربا عن توقعاته أن يتم اتخاذ القرار بعملية رفع نسبة تملك الحكومة في الشركة خلال الشهر القادم، وذلك من خلال عملية إصدار خاصة للحكومة.