26/01/2012 – بانوراما التأمين

مع حلول العام 2012, تتأهب شركات التأمين لخوض عام جديد قد يحمل في طياته عدداً من التحديات التي من المحتمل ان تشكل نوعا من عراقيل لتطور القطاع بشكل عام ما يلزم الشركات بعمل لعمل ستراتيجيات تحوطية تكون بمثابة درع حماية يقي اداءها عند مواجهة الازمات. بعض خبراء التأمين صنف هذه التحديات على هيئة محاور تتلخص ب¯ تدهور الاسعار, كثرة شركات التأمين في السوق المحلي, كيفية الحفاظ على عملاء الشركة, كذلك استقطاب الكوادر البشرية ذات الكفاءة, تذبذب وغموض مستقبل السوق, حماية معدلات نمو الاقساط, تأخير تنفيذ مشاريع خطة التنمية بالاضافة الى عدم الاستقرار السياسي المحلي, وغيرها العديد من العوامل التي تشكل عقبة امام تنمية القطاع خلال العام الجاري. "السياسة" استطلعت الاراء وفيما يلي التفاصيل:

الاسعار

بداية قال رئيس اتحاد شركات التأمين ورئيس مجلس الادارة لشركة الصفاة للتأمين عبدالعزيز المنصور لا شك ان سوق التأمين سوف يشهد تحديات عديدة خلال العام الحالي نظراً للتطورات السياسية والاقتصادية المتلاحقة على المستوى الداخلي والخارجي. ونحن نرى ان التحديات التي على شركات التأمين مواجهتها تتركز في عدة محاور أهمها: اولا: "تدهور الاسعار" فنظراً للمنافسة الشديدة داخل السوق سوف تستمر بعض الشركات في المنافسة السلبية من خلال تقديم خدمات تأمينية بأسعار متدنية لا تتناسب مع طبيعة الأخطار المكتتب فيها ما سيؤدي الى زيادة تدهور اسعار التأمين خاصة في ظل عدم وجود هيئة رقابية او قوانين تعمل على تنظيم السوق او الحد من تدهور اسعار التأمين.

واضاف المنصور قائلاً سعت الشركة من خلال اتحاد شركات التأمين وجميع الجهات المعنية الى المطالبة بضرورة انشاء هيئة رقابة على التأمين للحد من تدهور سوق التأمين. كما سعت الشركة من خلال علاقاتها المتميزة بشركات التأمين الوطنية بالسوق الكويتي الى توضيح اهمية التعاون ومحاولة العمل على عدم تدني اسعار التأمين عن الاخطار المكتتب فيها حتى تتمكن الشركات من تكوين محافظ اخطار تحقق ربحية مناسبة وتساعد على تدعيم مركز الشركة المالي لزيادة قدرتها على تسوية التعويضات دون التأثير على مركزها المالي.

ومن أهم التحديات التي ستواجها شركات التأمين خلال الفترة القادمة هو قدرتها على المحافظة على عملائها الحاليين وكيفية جذب عملاء جدد للعمل على زيادة الاقساط وذلك في ظل ازدياد اعداد شركات التأمين عن حاجة السوق الفعلية.

بدورها تعتبر "الخبرات الفنية" اهم تحديات الفترة القادمة حيث ان عدم توافر الأفراد ذوي الكفاءة والخبرة اللازمة والمؤهله لتقديم خدمات تأمينية متميزة للعملاء قد يعوق مسيرة الشركات في تحقيق اهدافها داخل السوق الكويتي.

وبين المنصور ان الصفاة تميزت منذ نشأتها على انتقاء الطاقم الطواقم الفنية المتميزة والعمل على وضع برامج تدريبية داخلية وخارجية متميزة وبالتعاون مع كبرى شركات التأمين واعادة التأمين في العالم للعمل على زيادة خبرات العاملين بالشركة وتأهيلهم بشكل يخدم أهداف الشركة وكذا يمكنهم من تقديم افضل الخدمات التأمينية للعملاء.

نسبة النمو

من جهته, اوضح الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة الخليج للتأمين خالد الحسن ان ابرز التحديات التي قد تواجه شركات التأمين خلال العام الجاري, المحافظة على نسبة النمو في الاقساط والارباح الفنية وتحسين معدل الخسارة الفعلى (Combined loss ratio) وخصوصا في ظل العوائد الاستثمارية المتدنية في السوق المحلي والاسواق العالمية وهذا لا يتحقق الا بتطوير الخدمات وكسب ثقة العملاء ومراجعة وتحليل مستوى نتائج المخاطر والمحافظ التأمينية بصورة فنية دقيقة كما يتطلب ذلك رفع الاسعار وتحسين الشروط التأمينية والاهتمام بدراسة احتياجات السوق واعداد الكوادر التسويقية والفنية المؤهلة لتنشيط مبيعات الشركة.

توافق

من ناحيته, علق عضو مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة التكافل الدولية وعضو اتحاد شركات التأمين سعد مكي قائلا: جميع أركان الاقتصاد الوطني مكملة لبعضها البعض وعليه نتمنى أن تسود حالة الاستقرار السياسي بين مجلس الأمة القادم والحكومة القادمة حيث انه هذا التوافق الاستقرار سوف ينعكس دون ادنى شك على جميع المؤسسات الاقتصادية بالدولة ومن ضمنها قطاع التامين.

واضاف مكي قائلاً انه بمجرد وجود هذا الاستقرار والثقة بين الطرفين سوف تتحرك الخطة التنموية التي كانت محل اجماع من قبل الطرفين ( الحكومة والمجلس), كما سيتم تفعيل وتنشيط البنوك وشركات المقاولات وشركات التامين لأنه من الطبيعي مثل هذه المشاريع تحتاج الى تغطيات تأمينية مما سينعكس بشكل ايجابي على قطاع التامين,علماً بان شركة التكافل الدولية للتامين التكافلي قد ابتعث سياسةً احترازية مسبقة لتفأدى هذا الركود الاقتصادي الحاصل عن طريق التركيز في الوقت الحالي على تقديم كطرح تغطيات تأمينية تكافلية شخصية, وللعلم فاننا أيضاً قد استعدينا للمشاركة في تغطيات مشاريع الخطة التنموية الضخمة عن طريق ابرام عقود مع شركات اعادة تامين عالمية لتغطية هذه المشاريع.

هيئة التأمين

من جهة اخرى, قال المدير العام في شركة وثاق للتأمين التكافلي ماجد العلى أن أبرز التحديات المستمرة في مواجهة قطاع التأمين هي المنافسة العشوائية التي تؤدي الى تحطيم الأسعار على حساب مستوى الخدمات, لذا من الضروري الاسراع بانشاء هيئة عامة للتأمين كي تنظم القطاع والأسعار وتعمل على متابعة مشاكل الشركات, ومراقبة أعمالها في الوقت ذاته.

وتوقع العلى أن تأخير تنفيذ مشاريع خطة التنمية والبطء الحاصل فيها, سيؤثر على قطاعات الأسواق بشكل عام, ومن التحديات الهامة الأخرى, التي من الممكن أن تؤثر على عمل القطاع, استمرار عدم التوافق ما بين السلطتين, واضاف قائلا: نأمل أن يتم هذا التوافق والمضي في مشاريع التنمية. كما لا يجب علينا أن نغفل عن التحديات الخارجية التي من شأنها التأثير على السوق المحلية, وعلى مجمل القطاعات ومنها التأمين, خاصة اذا استمر الأنخفاض الحاصل لأسواق المال العالمية, أو نشوء أزمات مالية جديدة في أسواق جديدة.

وفيما يتعلق ب¯ "وثاق" فأكد العلى حرص الشركة على العمل وفق ستراتيجية تهدف الى الحفاظ على حصتها السوقية وتنميتها, وذلك من خلال تنقيح سياسات عمل عملية ومنافسة وحافظة لقواعد وأسس ادارة المخاطر واعادات التأمين, كما ستعمل الشركة على اطلاق منتجات جديدة تلبي الحاجات على مستوى الأفراد والعائلة. كما ستحرص على تنمية قدرات العاملين واستقدام كفاءات فنية مختصة, وستعمل على توسيع التعامل مع العملاء الستراتيجيين, بما يخدم مصالح الشركة , ويطور أداءها.

اعداد كبيرة

بدوره قال الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة الكويتية القطرية ابراهيم عرقاوي انه برزت خلال السنوات الاخيرة العديد من التحديات والعقبات التي ما زال معظمها قائما حتى الان والتي حالت بدورها دون تحقيق العديد من الشركات العاملة في سوق التامين المحلي لطموحاتها, منها تحديات عامة تنطبق على جميع مكونات السوق الكويتي بقطاعاته المختلفة واخرى خاصة بقطاع التامين, والذي تمر العديد من الشركات العاملة فيه بمرحلة صعبة وحرجة خلال محاولتها التاقلم مع الوضع الجديد القائم في السوق المحلي.

واضاف عرقاوي على راس هذه التحديات حالة التجزئة الشديدة التي يشهدها القطاع والناتجة عن العدد الكبير من الشركات العاملة في السوق المحلي المحدود, والذي بطبيعة الحال أدى الى ارتفاع وتيرة المنافسة بشكل غير مسبوق وغير صحي في الكثير من الاحيان في ما بين الشركات العامله فيه. كما ان اسعار الفائدة والمرابحات وحالة التذبذب والغموض المستمرين في اسواق المال تعتبر كذلك من اهم التحديات التي تواجه شركات التامين المحلية.

وبين عرقاوي ان الشركة الكويتية القطرية للتامين استطاعت تحقيق نمو فاق ال¯ 17% في اجمالي الاقساط المكتتبة خلال عام 2011, وتطمح في الاستمرار في تحقيق معدلات نمو معقولة في الاقساط المكتتبة خلال العام الجاري من خلال تطويرها لقنوات البيع القائمة وانشاء اخرى جديدة لتسويق منتجات وخدمات الشركة بما فيها بعض البرامج والخدمات الجديدة التي تعتزم الشركة اطلاقها خلال الفترة المقبلة.

وفيما يتعلق بالحلول للمعوقات التي تواجه قطاع التامين بشكل عام, اوضح عرقاوي ان هذه الخطوة ستتطلب التعاون فيما بين اصحاب الشان جميعا دون استثناء بما في ذلك الجهات الرقابية والتشريعية بالاضافة الى الشركات العاملة في السوق للنهوض بقطاع التامين الكويتي.