12-03-2014 – بانوراما التأمين

القاهرة – أرقام مفزعة وصادمة لضحايا حوادث السير بمصر من القتلى والمصابين تفوق ضحايا الحروب، بل والإرهاب الذي يضرب البلاد بعنف، فقد سقط 68 قتيلا و106 مصاب ضحايا حوادث سير وقعت على الطرق المصرية خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، فقد شهدت منطقة عيون موسى طريق جنوب سيناء- السويس وقوع تصادم مروع بين سيارة أجرة ميكروباص مع أتوبيس عام كان في طريقه إلى المنصورة قادما من جنوب سيناء، ما أسفر عن انشطار الأتوبيس ومقتل 24 شخصاً في الحال، وإصابة 26 آخرين بينهم خمسة بحالة خطرة.

وعلى طريق أسيوط – القاهرة الصحراوي، وتحديداً عند منطقة عرب العوامر، وقع تصادم آخر لسيارتين، مساء الاثنين، راح ضحيته 16 قتيلا ومصابان جراء السرعة الزائدة والطقس السيئ. وانقلب أتوبيس عام على طريق الزعفرانة – الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، ما أدى لمصرع تسعة أشخاص وإصابة 30 آخرين. كما أسفرت حوادث سير متفرقة أخرى خلال نفس الفترة بمحافظات أسوان وسيناء والمنيا وكفر الشيخ والغربية عن مقتل 16 وإصابة 48 شخصاً بجراح.

تحليل المواد المخدرة لسائقي النقل
إلى ذلك، أوضح الخبير الأمني، اللواء سامي عبدالمجيد لـ"العربية.نت، أن حوادث السير على الطرق ترجع لنقص الرقابة والحملات المرورية على الطرق السريعة، بما توفره من رقابة وضبط وردع، خاصة بعد ثورة 25 يناير، مما أسهم في حالة انفلات مروري وتجاوز للسرعات المقررة لكافة السيارات، وعدم الالتزام بارتداء أحزمة الأمان، ضارباً المثل بتوقف حملات "تحليل الدم" لسائقي النقل للكشف عن تعاطي المواد المخدرة، وهي حملات كانت يومية، وفي الحال يتم ضبط السائق وإحالته للنيابة العامة التي تأمر بحبسه ثم محاكمته إذا كان ناتج التحليل إيجابياً للمخدرات وتسليم السيارة لصاحبها، إذ إن غالبية سائقي النقل يتعاطون المخدرات للأسف، ويتسببون بوقوع نسبة كبيرة من حوادث الطرق، وكانت هذه الحملات رادعاً لهم تمنعهم من التعاطي وتجبرهم على الالتزام بالحمولات القانونية، وغير ذلك من عوامل الأمان، بما يقلل في النهاية من الحوادث الناجمة عن سيارات النقل.
ولفت عبدالمجيد إلى غياب العلامات الإرشادية والإنارة وسوء حالة الطرق لعدم الاهتمام بصيانتها، وإصلاح المنحنيات والنتوءات التي تحدث بها نتيجة حركة المرور الكثيفة عليها، وهذا بخلاف الرعونة لبعض قائدي المركبات الخاصة واستخدام الموبايل، وعدم الانصياع لقواعد المرور، وغياب الوعي لدى أصحاب سيارات الأجرة بأهمية الصيانة لها، ومراعاة حالة الإطارات بها، وهذا كله يضيف عوامل مساعدة للحوادث.

تربية الأفراد.. والكاميرات الأوتوماتيكية
من جانبه، قال الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان لـ"العربية.نت"، إن كثرة حوادث الطرق ترجع لغياب الرقابة الأمنية، مما يتيح للأفراد خرق القانون وارتكاب المخالفات المرورية بتجاوز السرعة المقررة والدخول من اليمين وسير سيارات النقل نهاراً، مشيراً إلى أهمية الدوريات الأمنية ووضع كاميرات وإشارات أوتوماتيكية بالشوارع لتسجيل المخالفات، مشدداً على تربية وتدريب أفراد المجتمع على احترام قواعد المرور منذ طفولتهم ليشبوا على احترام المرور وقواعده.

17 ملياراً خسائر
تجدر الإشارة إلى أن تقريرا صادرا عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في شهر سبتمبر الماضي، قد كشف عن زيادة عدد المتوفين في حوادث الطرق إلـى 7115 عام 2011 مقابـل 7040 متوفـى عــام 2010، كما بلغ عـــدد المصابـين 27479 عـــام 2011، مقابل 36028 مصــاباً عام 2010 بنسبة انخفاض 7.23%.

واتهم التقرير السيارات الملاكي بالتسبب في 1115 حادثة، بنسبة 32% من إجمالي الحوادث على الطرق السريعة عام 2011. وأرجع إلى "العنصر البشري" تسببه في 67.1% من حوادث المحافظات، و64% على الطرق السريعة عام 2011. وكشف أن أعلى معدل خطورة كان على الطرق السريعة بواقع 4.2 متوفى أو مصاب لكل حادثة عـام 2011.

واستأثرت محافظة الشرقية عام 2011 بـ1289 حادثة بنسبة 9.7%، لتكون الأعلى بين المحافظات، فيما جاءت الأقصر في المرتبة الأدنى بواقع 78 حادثة بنسبة 0.7%.

وقدر التقرير خسائر الاقتصاد المصري من وراء حوادث الطرق بنحو 17 مليار جنيه سنويا.