14-10-2012 – بانوراما التامين
»التأمين« على الأشخاص لدى شركات التأمين، له فائدة كبرى لا يمكن حصرها لا مادياً ولا معنوياً، إذ قد يصاب أحدنا بمرض أو عارض لا يكفي كل ما استلمه من مرتبات وما سيستلمه لعلاجه . تغطية شركات التأمين لتكاليف الحوادث والعلاج أمر أراح بال الكثيرين، وخلصهم من فكرة الخوف من المرض لجهة تحمل تكاليف ليس لها أول من آخر، و»فلسفات« طبية تكسر ظهر الغني قبل الفقير . الأمر البالغ الخطورة عند الحديث عن شركات التأمين، أن أغلبية الأطباء يبالغون في أسعار فواتيرهم وكشفياتهم، وإذا ما راجعتهم فإن الجواب، »وهل أنت ستدفع شيئاً، ما كله على التأمين«؟
قناعة الأطباء بأن جميع التكاليف سيدفعها التأمين لسان حالها للزبون لِمَ الاحتجاج أو السؤال عن الأسعار، ما عليك إلا التوقيع، وستقوم المستشفى بتحصيل أموالها من شركات التأمين؟ هذا الأمر، وللأسف، يذهب ضحيته، من ليس لديهم تأمين، فهناك الكثيرون من العاملين في القطاع الخاص وحتى القطاع العام، ليس لهم أي تأمين في المستشفيات الخاصة، ولا يجوز لهم »الطبابة« إلا في مستشفيات القطاع العام، وعليهم تحمل قدراتها العلاجية، وازدحام جداول مواعيدها . أمام المبالغات المفرطة في تكاليف العلاجات في المستشفيات، فإنه بات واجباً، إلزام جميع المؤسسات والشركات في الحكومة والقطاع الخاص، التأمين على جميع موظفيها، وجعل التأمين إلزامياً في الاتحادي والمحلي تمام، كما تم التعامل مع إلزامية بطاقة الهوية، لأن مريض الإنفلونزا لن يكفيه راتب شهر للخروج من »براثن« بعض الأطباء والمستشفيات .
التأمين بقدر ما فيه فوائد على من هم تحت تغطيته، بقدر ما ألحق أضراراً بمن لا يشملهم، وهذا الأمر بات يشكل عبئاً حقيقياً عليهم، وبات الانتباه إلى أمر »غير المؤمنين« واجباً من قبل الجهات المسؤولة لحمايتهم من تكاليف العلاج . تأمين الأفراد نفسه ينسحب على تأمين المركبات، فإذا صدمت مقدمة سيارتك الجديدة، وفي هذه الحالة تكون شركة التأمين ملزمة بتصليحها على نفقتها في الوكالة، وهنا ستفاجئ بأن تكلفة تصليح مقدمة السيارة ستصل إلى أقل من سعر السيارة بقليل، وعند سؤالك »الوكالة« عن سبب هذه التكلفة، فإن الجواب، وهل أنت ستدفع شيئاً؟ الأمر في الحالتين ينذر بخطورة، وبات لزاماً تحديد الأسعار سواء مؤمنة أو غير مؤمنة، لأن السيارة نفسها التي صدمت مقدمتها لا تتكلف »عُشر« المبلغ إذا ما أصلحتها خارج الوكالة .