31 – 01 – 2017 – بانوراما التأمين

 

كثر خلال الآونة الأخيرة الحديث عن نجاعة التأمين الصحي وتحديداً المقدم للموظفين وعن حالة القصور التي تلف بعض تفاصيله…
المتعارف عليه أن التأمين يبدأ تطبيقه بالتدريج ويأتي لكونه أحد الحلول لمعضلات الرعاية الصحية للمواطنين, وبمقدار ما تتوافر له الاعتمادات والتمويل اللازم يشمل حالات الرعاية الصحية, لكن يبقى تطبيقه الشامل تحدياً أكبر في ظل الازدياد المطرد في تكاليف الرعاية الصحية مع محدودية الموارد المالية…
تطبيقه في بلدنا بدأ بجوانب معينة ولم يكن شاملاً بعد, ولكن هذا التطبيق هل حقق مستواه المأمول ونال رضا المؤمن..؟!
فكرته جميلة لو كان تنفيذه من كل الجهات كما يجب وكما تنص الإجراءات وحالة العقود الموقعة بين الأطراف المشتركة, قيل ما قيل عن التجاوزات والأخطاء المرتكبة, تارة من جانب بعض الأطباء, وتارة من الشركات التي تتفنن في رسم ألاعيب أفرغت التجربة من مضمونها الإنساني الجميل…
أطباء مارسوا فنونا في إكراه أصحاب البطاقات التأمينية بالتأمين كله, يشتكون ويتذمرون ولا يكادون يكتبون وصفة لأدوية لا أحد يعرف أين يجدها… وكرد على تذمرات البعض منهم جاءت مطالبة نقابة الأطباء في حماة مؤخراً صريحة: كل طبيب لا يعجبه العمل ويشكو من قلة الأجر فليفسخ عقده مع شركات التأمين…!
على التوازي هناك شركات تأمينية لاقت ضالتها في تجربة التأمين ,فكل مركز صحي أو علاجي أو مركز أشعة تم ربطه مع الشركة «دافعة التأمين» لا تصرف ولا تقدم المطلوب إلا حسب مؤشراتها ورغبتها الخاصة…! فعلى سبيل المثال لا الحصر جامعة خاصة أمنت على طلابها تأميناً يغطي معظم الحالات المرضية, وعندما احتاج أحد الطلبة بعد تعرضه لحالة كسر برجله لم تعوضه قرشاً واحداً…؟!
ويبقى الضحية والحلقة الأضعف هو المواطن… يفرح عندما يحصل على فاتورة ممهورة ذاهباً بها إلى إحدى الصيدليات التي سرعان ما تفاجئه بأن الدواء المطلوب مفقود, والبديل للصرف بعض المسكنات والصابون ومعاجين الأسنان…!
أدوية الفقراء تصرف على الورق أقل فاعلية بكثير من مثيلتها المستوردة التي يتغنى بها صاحب الصيدلية, لدرجة أن هناك أطباء وصيادلة ينصحون بالدواء المستورد ويفضلونه على الدواء المحلي الذي تهلل له وزارة الصحة ليل نهار لكن من دون رقابة سعرية تذكر…!
لكن يجب أن نؤكد هنا أن هناك أطباء في غاية النبل والإنسانية بتعاملاتهم مع أصحاب بطاقات التأمين وغيرهم, ومنهم لا ينساقون للجشع كغيرهم..! تجربة لا نقول إنها أخفقت بل تم إفراغها من أهدافها..فهل من عودة للتصحيح…؟!