22-06-2021 – بانوراما التأمين

جدة:

مع تزايد القلق الإقليمي والدولي بشأن الضرر الذي تُحدثه النفايات البلاستيكية على المحيطات والبرية معًا، وخاصة تلك التنبيهات الصادرة من السلطة البيئية العالمية “برنامج الأمم المتحدة للبيئة”، وتحذيرها المتصاعد من ارتفاع مستوى تلك المُخلفات، وانعكاسها السلبي على البيئة التنموية المستدامة، المرتبطة بالبشر والثروتين: الحيوانية والنباتية، وتحديات التغير المناخي.
وأشار الخبراء في مؤتمر أزمة البلاستيك في المحيطات إلى خطورة الوضع، وضرورة إيجاد حلول تساعد على التقليل من هذه النفايات البلاستيكيّة قبل أن يتحوّل الأمر إلى كارثة حقيقيّة، وبحسب تقرير صادر عن البنك الدولي في العام 2019 فإن “النفايات البلاستيكية” تشكل 34% من النفايات الصلبة في العالم، فيما حذر الصندوق العالمي للطبيعة من التزايد المستمر للنفايات البلاستيكية في البحر المتوسط.

أثر ممتد على البيئة والإنسان
وأثبتت دراسات طبية خطورة البلاستيك عند تفاعله مع الحرارة خاصة مع احتوائه على مادة “الديوكسين”، الذي يُنتج عنه مخاطر شديدة تؤثر في صحة الإنسان، ويؤدي التفاعل إلى تسرب مواد مضرة في الطعام والشراب؛ تؤدي لأمراض خطيرة، وتُعد مسببًا رئيسًا لمرضي السكري، والعقم لدى الرجال والنساء، كما أن بعض الحيوانات تُصاب بتشوه خلقي في الجينات، إضافةً إلى تضرر الغدد الصماء، ووجود اضطرابات هرمونية، ومشكلات جلدية، كما يسبب التفاعل أيضًا أضرارًا في الرئة، والجهاز المناعي.
وقدر تقرير توقعات البيئة العالمية السادس -والذي صدر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في 2019 – كمية النفايات البلاستيكية التي تصل إلى المحيطات سنوياً بنحو 9 ملايين طن، وباتت تهدّد الأوساط المائية، والكائنات الحيّة بارتفاع غير مسبوق في التلوث البلاستيكي، حيث أشارت تقارير الأمم المتحدة للبيئة إلى أنه يتم إعادة تدوير 9٪ فقط من تسعة بلايين طن من البلاستيك في العالم. كما أكدت دراسة من جامعة «ليدز» البريطانية التي صدرت في أغسطس 2020 بأن الكمية الإجمالية من البلاستيك التي ستلوِّث بيئة الأرض والمحيطات في السنوات العشرين المقبلة تُقدّر بنحو 1.3 مليار طن.
وتشير المعلومات إلى أن معظم المواد البلاستيكية لا تصدأ ولا تتحلل بيولوجيًّا، وتبقى في البيئة لفترات طويلة، وسيؤدي الاستمرار في حالة عدم الاكتراث بها وتراكمها بكميات كبيرة عاماً بعد آخر عاجلاً أو آجلاً إلى أضرار ومخاطر بيئية، وصحية عديدة.

مبادرات سعوديّة وعالميّة
وتبّنت المملكة العربية السعودية، أثناء اجتماعات وزراء الطاقة لمجموعة العشرين الذي نظّمته السعودية في 2020، مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون الذي يمكن من خلاله إدارة الانبعاثات بنحو شامل متكامل، بهدف تخفيف حدة آثار التحديات المناخية، وجعل أنظمة الطاقة أنظف وأكثر استدامة، وتعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة، والوصول إليها.
ويعتمد مفهوم “الاقتصاد الدائري للكربون” في تقنياته على نظام “الحلقة المغلقة” الذي يشبه إلى حد كبير ما يحدث في الطبيعة، وسيكون مساعداً على استعادة توازن دورة الكربون، ويعتمد على 4 استراتيجيات هي “التخفيف، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير، والإزالة”.

البطاقات الرقميّة حلّ للحدّ من التلوث البيئي
هذا التفاعل البيئي لمواجهة “أزمة النفايات البلاستيكية” حفزّت شركة بوبا العربية للتأمين التعاوني إلى تأكيد التزامها بالمبادرات التي تسهم في حماية كوكب الأرض؛ من خلال الاتجاه نحو التحول الرقمي، وتبني مبادرة مجلس الضمان الصحي التعاوني (CCHI) بالحدّ من استخدام البطاقات البلاستيكية ضمن حملة “سهّلناها عليك”.
وأوضح المهندس/ الشريف حميد الدين – رئيس التسويق في بوبا العربية – أن هذه الخطوة تحققّت بفضل استثمارات بوبا العربية في تحسين جميع خدماتها الرقمية بشكل جذري وتحديثها بما يتماشى مع أحدث الاتجاهات الرقمية في خريطة “تجارب العملاء الرقمية العالمية”، قائلاً: “سنظل نعمل دائمًا لتقديم تجارب رقميّة متميزة لعملائنا من خلال منصتنا الالكترونية “بوبا كليك”، والتي تساعدهم على تلقي الخدمات بكل يسر وسهولة”.

وأضاف حميد الدين: “منذ أبريل الماضي وصل تعاملنا بالبطاقة الرقمية الى نسبة 99%؛ وهو ما كان له آثار إيجابية كبيرة على مفاهيم “الاستدامة البيئية”، حيث وفّرنا طباعة 2 مليون بطاقة بلاستيكية؛ وبالتالي خفضّنا من النفايات البلاستيكية التي تصّنف ضمن أخطر 20 منتجًا من حيث عملية التصنيع. هذه الخطوة جزء لا يتجزأ من أهداف الشركة البيئية، التي تتقاطع مع أجندة برنامج الأمم المتحدة للبيئة”.

ويقدر العلماء أن البشر أنتجوا نحو 8.3 مليار طن من البلاستيك منذ خمسينيات القرن الماضي، وقد انتهى المطاف بنحو 60% منه في مكبات النفايات أو الطبيعة، كما أن 99% من البلاستيك يُصنع من المواد الكيميائية المشتقة من النفط، والغاز الطبيعي، والفحم، وكلها موارد ملوثة وغير قابلة للتجديد، وإذا استمرت معدلات الإنتاج الحالية للبلاستيك؛ فقد تشكّل صناعتها بحلول عام2050 نحو 20٪ من إجمالي استهلاك النفط في العالم.