28-04-2014 – بانوراما التأمين

عمان – عقدت الجمعية الاردنية للتأمينات الصحية المؤتمر الاقليمي الثاني حول التأمين الصحي (فرص وتحديات) بمشاركة 250 من الخبراء والمختصين من مختلف الدول، لمناقشة اخر المستجدات لواقع التأمين الصحي في الاردن والدول العربية.
ويهدف المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين على طرح حلول عملية لمجتمع التأمين الصحي في اقليم الشرق الاوسط ووضع حجر الاساس في رحلة اصلاح التأمين الصحي في المنطقة والذي اصبح اولوية عند معظم حكومات الدول العربية.
وناقش المشاركون في المؤتمر الذي عقد في البحر الميت برعاية رئيس الاتحاد الاردني لشركات التأمين عثمان بدير الفرص المتاحة للنهوض بواقع التأمين الصحي ووضع الحلول للقضايا المتعلقة بالمعيقات التي يواجهها القطاع في المنطقة ككل.
وأكد بدير على الدور الذي يجب على شركات التأمين في الاردن والمنطقة وبدعم من الاتحاد الاردني والعربي لشركات التأمين على مواكبة اخر المستجدات والتطورات في قطاع التأمين الصحي الناجحة والتي حققت نسب نمو عالية في هذا المجال من خلال التدريب اضافة الى توفير فرص للكوادر للاحتكاك مع هذة التجارب ومناقشة التحديات التي تواجة هذا القطاع في المنطقة .
واشار بدير الى ان التأمين الصحي يشكل ما نسبتة 26% من اجمالي اعمال سوق التأمين في الاردن، حيث حقق فرع التأمين الصحي زيادة في الاقساط في العام 2013 بنسبة نمو وصلت الى نحو 9% في مجموع اقساط بلغ 128 مليون دينار مقارنة مع 117 مليون دينار في العام 2012 مما يشير الى تحسن هذا القطاع وانعكاس ايجابية تحفيز الشركات بطرح برامج تأمينية جديدة تلبي احتياجات المؤمن لهم.
واضاف بدير أن جهود الجمعية التأمينات الصحية من خلال تشكيل هذا المؤتمر تؤكد على اهمية دور الجمعية في المساهمة في تطوير القطاع الصحي سيما وانها تضم في عضويتها اكثر من 33 عضوا من شركات تأمين وشركات ادارة تأمين وصناديق تأمين صحي لتنظيم العلاقات بينها وبين اعضاءها ومختلف اطراف مقدمي الخدمة الطبية بالاضافة الى التنسيق مع الجهات الرسمية مما يضمن استمرار تقديم الخدمات الطبية باجور عادلة لطرفي المعادلة شركات التأمين والمستفيدين منها، مؤكدا على اهمية المواضيع التي سيتناولها المؤتمر.
ومن جهته بين رئيس الجمعية الاردنية للتأمينات الصحية الدكتور علي الوزني أن المحافظة على صحة وحياة المواطن العربي تحتاج الى دمج الصحة بجميع السياسات الانمائية، اضافة الى العمل المشترك مع القطاعات الاخرى خارج القطاع الصحي لحماية المواطن العربي من عوامل الخطورة المرتبطة بأنماط الحياة الحديثة سريعة الإيقاع والتي تؤدي الى الامراض المزمنة، التي تعرقل مسيرة التنمية والوصول الى الاهداف والغايات الانمائية.
وأكد الوزني على اهمية انعقاد المؤتمر خاصة في ظل ما يحدث في منطقتنا من اضطرابات واحداث،تؤثر على حياة وصحة المواطنين بدول المنطقة، سيما معاناة الاطفال والنساء وكبار السن،فضلاً عن الظروف الصعبة للنازحين عن اوطانهم والتحديات المتعلقة بالخدمات الانسانية والصحية لهم.

واشار الوزني الى ان الأردن يعتبر واحدا ً من أكثر الدول العربية تقدما ً في الجانب الصحي،وعلى الرغم مما يوفره هذا القطاع الحيوي من خدمات صحية متقدمه من خلال أكثر من (18000) سرير وما يزيد عن (21000) طبيب وغيرها من المراكز الصحية والصناعات الدوائية المتطورة إلا أن التغيرات الديمغرافية التي شهدتها المملكة متأثرة بالربيع العربي أثرت على معدلات ومؤشرات توفر هذه الخدمات سلبا ً سواء فيما يتعلق بمعدل عدد الأسرة التي انخفضت من (27) سريرا لكل (10000) مواطن إلى (23) سريرا، ومعدل عدد الاطباء لكل (10000) مواطن الذي انخفض من (46) الى (39)، وينطبق ذات النهج على باقي الخدمات الطبية، ومن الطبيعي أن يترك ذلك أثرا ً ماديا ً على كلفة هذه الخدمات وبالتالي على أسعارها.
وعن التحديات التي تواجة قطاع التأمين بين الوزني أن ارتفاع فاتورة الطاقة قفزت بأسعار خدمات الرعاية الصحية الى مستويات قياسية الامر الذي سيؤدي الى ان تصبح الرعاية الصحية اللائقة خدمة كمالية لا يستطيع المواطن العربي الغير مقتدر ماديا ً من الحصول عليها.

واوضح الوزني ان قطاع التأمين نمى التأمين الطبي في العالم العربي خلال السنوات الخمس الماضية بمعدلات مرتفعة وتضاعفت أقساطه بشكل ملفت، إلا أن هذا الارتفاع لم يكن ناجما ً بشكل مباشرعن زيادة عدد المشمولين بالتأمين الصحي الخاص بالقدر الذي شهدته اسعار التأمين للفرد من ارتفاع والناجمة عن الكلفة المتزايدة للخدمة الصحية.
وطالب الوزني خلال الموتمر ان يكون هنالك تناغما ومنطقية في تعدد وتشعب الأطر التشريعية المتعلقة بالخدمات الصحية من جهة وتلك المتعلقة بالتأمين الصحي من جهة أخرى.
واشاد الوزني بمبادرة هيئة التأمين والتي أطلقتها قبل عدة سنوات وتكللت بتوفير ارضية مشتركة للحوار بين القطاع الصحي وقطاع التأمين من خلال لجان التعاقد المشتركة والتي خلقت نوعاً من التوازن بين أطراف هذه المعادلة على الرغم من صعوبتها.
وحذر الوزني من انخفاض اعداد المعالين في ظل ارتفاع الفرصة السكانية، المتوقع أن تصل ذروتها في الأردن عام 2030 والتي سترتفع خلالها القوى العاملة والمنتجة، عازيا انخفاض اعداد المعالين الى الهجرات المتلاحقة للاجئين والتغيرات الديمغرافية التي عصفت بالأردن خلال السنوات الماضية وخصوصا ً الزيادة الهائلة في عدد اللاجئين من الإخوة السوريين.
واضاف الوزني ان التأمين متناهي الصغر يشكل هو الآخر فرصة كبيرة أمام قطاعي التأمين والرعاية الصحية على حد سواء، فكما خطى التمويل متناهي الصغر خطوات كبيرة في الأردن فإن التأمين متناهي الصغر يعتبر بوابة مشروعة تنتظر الإطار التشريعي المناسب الذي يجعل منها فرصة متاحة لشركات التأمين.
وناقش المشاركون في اليوم الاول ابرز التحديات والفرص لهذا القطاع من خلال جلسات نقاشية على يد خبراء ومختصين في هذا المجال , في ثلاث جلسات متتالية الجلسة الاولى « دور شركات اعادة التأمين في التأمين الصحي « والتي تحدث بها كل من جهاد غانم الرئيس التنفيذي لشركة لينك لوساطة التأمين «برمودا» وايلي دعبول الرئيس الاكتواري –ميناء قبرص المدير الاقليمي .
والجلسة الثانية ناقشت « اثر النمو الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات على التأمين» ورئيس الجلسة الدكتور علي الوزني الرئيس التنفيذي للشركة الاولى للتأمين والمتحدثون سمير نحاس رئيس مجلس الادارة في الاردن وفلسطين وسوريا لشركة جلوب مد, ورامي عدوان الرئيس التنفيذي لشركة الحوسبة الصحية حكيم , وشرين قيتوقة _ خبير تسويق قطاع شركات كبيرة وحدة قطاع الاعمال اورنج الاردن.
والجلسة الثالثة عن « دور المؤسسات الوطنية والدولية بالمساهمة في التأمين الصحي» ورأس الجلسة الدكتور باسل اليوسفي ممثل منظمة الصحة العالمية ويتحدث خلال الجلسة الدكتورة سوسن المجالي الامين العام للمجلس الاعلى للسكان واماني ابو هلال نائب الرئيس للشؤون المؤسسية والاتصالات في شركة الصيدلية الاولى – فارمسي ون.