24 – 11 – 2016 – بانوراما التأمين

أقل ما يمكن أن يقال عن رئيس الاتحاد الأردني لشركات التأمين، الدكتور علي الوزني، أنه مغامر من الطراز الأول، فمن يريد النجاح عليه ان يجازف ويخاطر ويتسلح بالإصرار والعزم لتحقيق هدفه، بسلاح العلم، يقول الوزني.

الوزني الذي يشترك في حملة قادة الأعمال التي تنظمها مؤسسة إنجاز للسنة التاسعة على التوالي، لإيمانه الكبير بالجيل الصاعد وحبه للطلبة واحترامه للعلم والمتعلمين، حاضر هذه المرة في مدرسة الجندويل للبنات للمرحلة الاعدادية.

الوزني الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة الأولى للتأمين، يعمل منذ عمر السادسة عشرة دون كلل إلى هذه اللحظة، إذ عمل في العديد من المهن كموظف مبيعات في محلات تجزئة، ومدرباً لإحدى الألعاب الرياضية وغيرها خلال دراسته الأولى، في الوقت الذي لم يكتف من الدراسة قط، حتى وصل سن الأربعين.

يستذكر الوزني، أنه كان طالباً في مدرسة الأمير محمد للبنين في جبل الجوفة، ثم انتقل إلى كلية الحسين، وقرر بعدها دراسة المحاسبة في الجامعة الأردنية، وذلك لقدرته على تحمل تكلفة ساعته الدراسية من ناحية، ومن ناحية أخرى، فهو تخصص يمكنه من العمل أثناء الدراسة، خصوصاً أنه كان يؤمن ان التحصيل العلمي المنجاة الوحيدة لإثبات نفسه.

بعد الجامعة سعى لتطوير نفسه، فحصل أثناء عمله على شهادات تجعله أكثر تميزاً وتمنحه خبرة وفرصاً أفضل، فحصل على شهادة MBA، وشهادة PhD، في مجال التسويق، إضافة إلى شهادة الزمالة من معهد التأمين البريطاني وهي شهادة مهمة متخصصة في مجال عمله، ساعدته في تجاوز سنوات الخبرة.

الوزني تحمل بعض الخطورة ليكون شخصاً أفضل، وهي نصيحة قدمها أيضا للطالبات، ويروي قصته مع التأمين للطالبات، إذ دخل مجال التأمين عن سبق إصرار، بعدما ترك وظيفته في أحد البنوك، وجاء تركه للوظيفة بعد زواجه وقدوم طفله الأول.

يقول الوزني: «بعت وثائق التأمين وعرضت المنتجات التأمينية على اشخاص اعرفهم واشخاص لا اعرفهم بمجهود شخصي غير معتمد على أحد، وكانت البداية صعبة، إذ انخفض دخلي في الشهور الأولى لعملي، مما جعلني ابحث عن مجال آخر للعمل يساعدني في الوقوف والاستمرار لتحقيق هدفي فلجأت الى التدريس في إحدى الجامعات كعمل جزئي، لتحقيق ذلك، إذ كان لابد من وجود خطة; فالهدف دون خطة مجرد امنية».

ويلفت الوزني انتباه الطالبات إلى أنه لا توجد وصفة مكتوبة، أو خطوات محددة تجعل الشخص ناجحاً، لكن هناك مقومات للنجاح، وأهمها العلم والاستعداد لاقتناص الفرص; فالحظ في الحياة هي نقطة تلتقي عندها الفرصة بالاستعداد ومن لم يكن مستعداً ستمر الفرص من امامه دون انتظار، اما من كان مستعداً بتحديد هدفه والتخطيط لتحقيقه لابد ان يجد فرصته ويكون قادراً على استغلالها.

ويؤكد أنه لم يقم بأي فعل غير عادي «لقد قمت بعمل ما يتوجب عليّ القيام به ضمن أفضل طاقاتي».

وما يميز مراحل حياته، هو تعبئة وقت الفراغ بما هو جيد ومفيد ومسل، لتفريغ طاقاته، فكانت الرياضة وقتاً ترفيهياً جيداً له منذ الصغر، إذ مارس الرياضة، وشارك مع المنتخبات الوطنية منذ ان كان بعمر 11 سنة.

ويقول الوزني»أن كل شخص له أخطاؤه وهفواته، فهو يصيب ويخطئ وينجح ويفشل، المهم ان يتجاوز الانسان اخطاءه وعثراته ويتعلم منها، وبذلك تتشكل شخصيته وتصقل طاقاته.

ويؤكد أن صعوبة الحياة والمعاناة لم تشكل لكثير من الناس وهو منهم فخاً يقعون فيه ويحبطون، بل شكلت دافعاً للعمل بجد واجتهاد كي يحققوا أفضل ما يمكنهم تحقيقه.

يُذكر أن حملة قادة الأعمال هي إحد برامج مؤسّسة إنجاز التي أطلقتها المؤسّسة عام 2008 تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبد الله، وتنفّذها للسنة التاسعة على التوالي بشراكة مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وقد تم إطلاق الحملة هذا العام بشراكة إعلاميّة مع صحيفة الرأي. وقد بدأت مؤسّسة إنجاز أعمالها كبرنامج وطني عام 1999، لتصبح اليوم مؤسّسة مستقلة غير هادفة للربح.