26/06/2013 – بانوراما التأمين

قضت الأمطار والثلوج التي انهمرت على وسط فرنسا وجنوبها الغربي لمدة أسبوع على آلاف الدونمات المحاصيل الزراعية في فرنسا.

ومع بدء فصل الصيف غرق نصف البلاد تحت الأمطار والفيضانات باستثناء المنطقة المطلة على المتوسط.

وإذا كانت الأرصاد الجوية الفرنسية رفعت حالة الطوارئ عن العديد من المحافظات إلا أن الأمطار المصوبة بانخفاض الحرارة تواصل تساقطها، وهم يعيشون على هذه الحال منذ حلول الشتاء ولم يشعروا أن الربيع قد مر عليهم.

لم تعرف فرنسا شتاءً طويلاً ولا ربيعا ممطراً منذ أكثر من نصف قرن، فهو الأبرد والأرطب منذ 1987، والأقل شمسا منذ عام 1970.

وأتت نهاية الربيع قاسية جدا على العديد من المناطق الفرنسية خاصة في جنوب غرب البلاد، إذ سقطت الأمطار الغزيرة بكثافة ما أدى إلى خروج الأنهار عن مجاريها وتحولها إلى أنهار جارفة تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص، وتدمير المنشآت والطرق والبنى التحتية والمحاصيل الزراعية، ولا سيما خلال الأيام الأخيرة حيث تساقطت حبيبات البرد بحجم حبات المشمش فضربت الكرمة وأتت على محاصيل العنب ولا سيما في مدينة كاهور ومحيطها ووسط البلاد. وكانت مقاطعة أندر إيه لوار الأكثر تأثرا بالمحاصيل حيث ضربت بنسبة 70 في المائة.

ووفقا لمصلحة الأرصاد الجوية فإن كمية الأمطار التي تساقطت في جنوب غرب فرنسا وفي وسطها زادت عن 200 في المائة عن المعدل الوسطي المعتاد.

وبشكل عام زادت كميات الأمطار بين 30 في المائة و50 في المائة في بقية المناطق.

وقد ترافق هطول الأمطار هذا العام مع تراجع نسبة الأيام المشمسة، حيث لم تعرف البلاد مثلها منذ أكثر من 40 عاماً.

كل هذه العوامل إضافة إلى تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة بمعدل 3 درجات عن بقية السنوات أدى إلى الإبقاء على الأراضي الزراعية مروية بالمياه مما حال أيضا دون بذار الذرة في جنوب غرب البلاد من جهة وإلى ضرب المحاصيل الزراعية خاصة القمح والحبوب وأشجار الفاكهة بسبب الرطوبة المستمرة.

ويقدر اتحاد نقابات المزارعين الفرنسيين الخسائر الأولية بنصف مليار يورو، وهي خسائر ضربت أيضاً قطاع تربية المواشي، فالمزارعون لم يتمكنوا من إخراج قطعانهم للمراعي حتى الآن. وبالتالي يواصلون تقديم العلف لها مما سيؤدي لزيادة كلفة الإنتاج وارتفاع أسعار العلف.

ستقود محاصيل الحبوب التالفة بفعل الأمطار الغزيرة والرطوبة إلى ارتفاع أسعار العلف العام المقبل.

ويقول جان ايف داجيس رئيس شركة التأمين الفرنسية جروباما، إن التعويضات التي ستدفعها شركته للمزارعين، حتى الآن، بفعل الأمطار والعواصف وسوء الأحوال الجوية، تقدر بمائتَيْ مليون يورو عبارة عن تأمين 300 ألف هكتار تضررت في جنوب غرب البلاد، لدى شركته، موضحاً أن تعويضات شركته لا تكفي لسد خسائر المزارعين ويجب على الحكومة والاتحاد الأوروبي تقديم الدعم لهم.

ويشير داجيس إلى أن التعويضات التي ستدفعها شركته هذا العام توازي أرقام أعمالها في تأمينات المواسم الزراعية ضد العواصف، وبالتالي فإن شركات التأمين – على غرار شركته – سترفع العام المقبل كافة عقود التأمين الزراعية وغير الزراعية لتعويض خسائرها، مؤكداً أن خسائر شركات التأمين بسبب الفيضانات لا تنحصر فقط في المحاصيل الزراعية بل تتعداها إلى الخسائر في الممتلكات والمحال التجارية والمؤسسات الاقتصادية في المدن التي خرجت فيها الأنهار عن مجاريها مع ارتفاع منسوب المياه بسبب العواصف الممطرة.

ويضيف رئيس شركة جروباما أن هذه الخسائر بلغت في ألمانيا ثمانية مليارات يورو.

وقد دفع حجم الأضرار بالرئيس الفرنسي إلى زيارة مدن في جنوب غرب البلاد للتضامن مع المنكوبين من سكانها. كما زار وزير الداخلية مدناً أخرى، وقال إن الحكومة ستعلن عن الكوارث الطبيعية في بداية هذا الأسبوع لتمكين المنكوبين من الحصول على المساعدات الحكومية بشكل عاجل، لكي تبدأ شركات التأمين بتقدير الأضرار ودفع التعويضات،لأن التقديرات الأولية لاتحاد نقابات المزارعين الفرنسيين قد تتضاعف بسهولة.