07/12/2017 -بانوراما التأمين

بحضور ما يقرب من 300 مشارك وبرعاية شركة Gallagher (ويليس تاورز واتسون سابقاً)، نظم الإتحاد العام العربي للتأمين ندوته الإفتراضية التاسعة يوم الاربعاء الموافق 1 ديسمبر الجاري لبحث الحاجة إلى تصميم نماذج للكوارث الطبيعية، ومناقشة كيفية سد الفجوة التأمينية التي قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، تكون الحصة المؤمنة فيها ضئيلة وخاصة في بلداننا النامية.

حيث أوضح السيد/ شكيب أبوزيد – الأمين العام للإتحاد العام العربي للتأمين أنه وفقا لبيانات سويس ري بلغت خسائر صناعة التأمين من الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان على مستوى العالم 83 مليار دولار أمريكي في عام 2020، وبالنظر إلى النصف الأول من سنة 2021 بلغت الخسائر 77 مليار دولار وكانت أقل من 2020، مما يدفعنا إلى ضرورة القيام بتصميم نماذج للكوارث الطبيعية حيث أن الهدف من هذه النماذج هو معرفة الأخطار ووضع خرائط لها، واتخاذ التدابير الاستباقية وأخيراً تقدير الخسائر الممكنة؛

وأضاف أبوزيد أنه من المتوقع أن التغيير المناخي سيتسبب في خسائر مستقبلية وسترتفع معها أقساط تأمين الممتلكات ويتوقع للأقساط الناجمة عن التغيير المناخي أن تبلغ 183 مليار دولار في عام 2040.

كما أشار إلى أنه خلال النصف الأول من 2021، بلغت قيمة الأخطار التي تعرضت للكوارث والمؤمن عليها 107 مليار دولار. في الوقت الذي كان معدل الكوارث على مدى 10 سنوات 96 مليار دولار ويرجع ذلك إلى خسائر عاصفة Hurricane IDA والفيضانات في ألمانيا، كما بلغت نسبة قيمة الفجوة التأمينية من جراء التغييرات المناخية وفقا لـ Aon 64% من الخسائر غير مغطاة تأمينيا

وهو الأمر الذي أكد عليه أيضاً السيد / سيمون ر. يونغ – مدير أول في Gallagher (ويليس تاورز واتسون سابقاً) الذي أوضح أن طبيعة الكوارث قديما كانت تتكرر بشكل ثابت أما الآن فأصبحت الكوارث تتكرر بشكل غير منتظم، كما أشار إلى أنه وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الأخير فقد أرتفع تصنيف المخاطر الناجمة عن تغيير المناخ إلى المرتبة الثانية.

هذا وقد بين السيد يونغ أنه كلما توافرت المعلومات قلت تكلفة النماذج، وأنه يمكن للأسواق الناشئة الآن الاستفادة من التكنولوجيا التي حسنت من عملية توافر المعلومات وعلى سبيل المثال الأقمار الصناعية الصغيرة التي يتم تصميمها الآن لمساعدة شركات التأمين.

وفي نفس السياق، أوضح السيد/ أموري دوفيتيل – رئيس قسم التأمين المعياري أكسا أن خطورة التغييرات المناخية لا تكمن فقط في أنواعها ولكن في كثرت حدوثها وأنه من الضروري الاعتماد على النماذج وليس فقط الاحصائيات حيث أن النماذج المعتدة على الاحصائيات فقط لا تمكننا من تصميم نماذج اكتوارية سليمه، كما أكد على أن الحلول المعيارية الآن قد تمكننا من سد فجوة الحماية التأمينية، كما أكد على أهمية نماذج الكوارث الطبيعية والتي قد تحد من خطر الجفاف وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وذلك لقيامها بتجميع كافة البيانات الخاصة بمخاطر الجفاف والتي يمكن من خلالها حماية المزارعين من هذا الخطر او من الاخطار مثل الاعصار الذي يؤدي الي تدمير المحاصيل.

كما تطرق السيد/ شمس الدين كسالي – ويشغل المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا Gallagher (Willis Re سابقاً)، إلى قصص نجاح كثيرة حيث تم التعاون بين القطاعين العام والخاص لنجاح التجربة مثل ما حدث في الجزائر والمغرب.

كما تم استعراض التجربة المغربية في تغطية الكوارث الطبيعية من خلال السيد/ نجم الحلة وهو نائب المدير العام المسؤول عن إدارة المطالبات وعن قسم المخاطر الكارثية في شركة تأمينات النقل، كما أشار إلى أنه هناك حاجة ملحة الي اصدار وثائق ضد الكوارث الطبيعية وذات تسعيرة مناسبة حتى يتمكن كل من القطاع العام والخاص من تغطية هذه النفقات والقدرة على سداد التعويضات الازمة للأشخاص المتضررين.

وأوضح السيد/ خالد النويري – مدير العمليات في الشركة العمانية لإعادة التأمين، أن سلطنة عمان نظراً لوضعها الجغرافي تتعرض للعديد من الأخطار الطبيعية مثل جونو في عام 2008 تكبدت من خلاله خسائر اقتصادية قُدرت بحوالي مليار ونصف دولار أمريكي بينما بلغ قيمة الخسارة المؤمن عليها (403 مليون دولار أمريكي فقط)،

وبالحديث عن إعصار شاهين فقد تكبدت سلطنة عمان خسائر اقتصادية بلغت حوالي 1,887 مليار دولار مقابل خسائر مؤمن عليها بمقدار 172 مليون دولار مما دفع السلطات العمانية إلى إعادة النظر إلى ضرورة التأمين ضد الكوارث الطبيعية وأصدر السلطان هيثم بن طارق، تعليمات بتأسيس صندوق وطني للحالات الطارئة، بهدف التعامل مع ما خلفه إعصار «شاهين» من أضرار وخسائر
وفي نهاية الندوة أكد الجميع على ضرورة توافر المعلومات للتمكن من تصميم نماذج للكوارث الطبيعية تمكننا من سد فجوة الحماية التأمينية

تأسس الإتحاد العام العربي للتأمين سنة 1964 ، و يضم في عضويته شركات التأمين و إعادة التأمين و إتحادات و مراقبي التأمين ، و شركات الوساطة و الخدمات الطبية.