15/05/2012 – بانوراما التأمين
موضوع حريق مصنع السجاد في منطقة الصفرا الذي كان الشغل الشاغل لللبنانيين والمسؤولين والذي تابعه رئيس الجمهورية ميشال سليمان حيث اطلع من وزير الصناعة فريج صابونجيان عن المعلومات المتوفرة عن الاسباب والاضرار.يطرح مجددا وبقوة الوضع الخطير للمصانع وفداحة وجسامة الاضرار البشرية والمادية والبيئية والصحية التي تخلفها حرائق المصانع.فان خسائر مصنع بيبلوس امس تقدر بحسب مصادر مطلعة «اللواء» ب 10 الى 12 مليون دولار. وتؤكد المصادر ذاتها ان 7 او8 %من المصانع في لبنان فقط مؤمنة ضد الحريق. كما ويطرح الحريق موضوع جهوزية فرق الدفاع المدني ووسائل اطفاء الحرائق.
فكم من كارثة يجب ان تقع كم من مصنع يجب ان يحترق ويخلف اضرارا كي تتخذ الاحتياطات والتدابير الضرورية والتي تبدوبديهية لانشاء مصنع في اي مكان من العالم ؟.وزير الصناعة فريج صابونجيان اقترح مشكورا قرارا تحدث عنه بالامس بوجوب الزامية التأمين على المصانع لكن سيباشر العمل به بداية حزيران المقبل.الا ان حريق معمل بيبلوس للسجاد اندلع امس للاسف لم ينتظر بدء مفعول القرار ولم تتخذ اية اجراءات استباقية بشأنه ولا بشأن الحرائق الثلاثة التي سبقته في غضون اشهر قليلة بينها حريق مصنع وزير السياحة فادي عبود يومها كان هناك صهريج ماء واحد او اثنان وقبل ان يصل الى الموقع احترق نصف المصنع.اذن لماذا الى اليوم لم يتم تعزيز مراكز الدفاع المدني بآليات اكثر تخصصا وتثبيت المتطوعين كما زيادة عديد الفرق المدربة على التعامل مع الحرائق ؟.الصرخة ذاتها نطلقها مع جمعية الصناعيين.
بكداش لـ«اللواء»
نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش دعا عبر «اللواء» لوضع مشروع كامل متكامل بين جمعية الصناعيين ووزارة الصناعة ووزارة الداخلية والبلديات لاخضاع المصانع كافة لرقابة دورية كل ثلاثة اشهر على الاقل بغية الكشف عن مدى جهوزيتها وذكر بكداش في حديث ل»اللواء» ان جمعية الصناعيين في العام الماضي ابلغت الصناعيين المنتسبين ان هناك ثلاثة خبراء يمكنهم وضع دراسة عن كل مصنع لمعرفة مدى قابليته للحريق لقاء اسعار زهيدة.يومها تجاوب عدد من المصانع مع هذا الاقتراح.
واسف بكداش لحريق مصنع السجاد واعرب عن استعداد الجمعية لتقديم اي مساعدة ضمن امكاناتها وقال ل»اللواء»:ان وزارة الصناعة وضعت شروطا جديدة وانها لن تعطي اي ترخيص لاي مصنع دون الحصول على رخصة تامين للمصنع والعاملين فيه وضد الغير.وتابع بكداش ان هذه الحوادث تحصل في كل مكان ويجب ان نعرف ان اضخم مصنع مهما كان مجهزا بوسائل مكافحة النيران لا يمكنه مكافحة النيران اول ربع اوثلث ساعة اذا مرت اول ربع ساعة اوثلث ساعة يكون ذهب المصنع.خصوصا اذا كان يحتوي على موادا سريعة الاشتعال يلزم اختصاصيين لاخمادها بسرعة في اول عشر دقائق وبغياب اختصاصيين من الدفاع المدني يذهب المصنع بكليته.اضاف بكداش :لهذا السبب نحن نطالب بتفعيل الدفاع المدني.اي ان يكون المركز مجهزا باطفائيات عدة كي يتحرك بسرعة اي خلال ثوان.
ميرزا لـ«اللواء»
رئيس جمعية شركات التأمين اسعد ميرزا اشار ل»اللواء»:ان خسائر المبنى تقدر ب10 او12 مليون دولار بين المبنى (المبنى معرض للانهيار الشامل ) والموجودات.وقال ان المصنع مؤمن ضد الحريق واثنى ميرزا على قرار وزارة الصناعة عدم تجديد اي رخصة مصنع الا اذا كان مؤمنا ضد الحريق ولديه بوليصة المسؤولية المدنية وتامين حوادث العمل للعمال.وقال ل»اللواء»:ان الزامية التامين يجب ان تعتمد ايضا في المراكز السياحية والفنادق والمطاعم.
وردا على سؤال «اللواء» عن نسبة المصانع المؤمنة ضد الحريق في لبنان اوضح ميرزا انها لا تتعدى 10 % كحد اقصى.وكان الحريق المذكور الذي اندلع في معمل «بيبلوس للسجاد» في منطقة الصفرا،اثار مواقف وزارية وصناعية، إذ تفقد وزير الصناعة فريج صابونجيان المعمل، وهنّأ العمال على سلامتهم، معلناً تضامنه مع أصحاب المصنع. كذلك شكر وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وقيادة الجيش والدفاع المدني على التجاوب السريع بإرسال سيارات الإطفاء وتدخل المروحيات للمشاركة في أعمال الإطفاء، كذلك حيّا جهود الجيش اللبناني وعناصر الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني واندفاعهم وعملهم الحثيث للسيطرة السريعة على الحريق.
صابونجيان
وقال الوزير صابونجيان : الآن ليس وقت الحديث عن المسؤوليات أوالحديث عن اي تقصير، نحن هنا للإعراب عن أسفنا وألمنا وحزننا على هذه الخسارة الكبيرة التي ألمّت بأصحاب المصنع، وذكّر بأن وزارة الصناعة شدّدت الإجراءات المتعلقة بمنح الترخيص والشهادة الصناعية، ومن بين الإجراءات المشددة وجوب إلزامية التأمين على المصانع، هذا القرار الذي سيباشر العمل به في بداية شهر حزيران المقبل وضرورة المراقبة ووضع أجهزة الإنذار والإطفاء، وتدريب الموظفين على المشاركة في أعمال إطفاء الحريق ريثما تصل سيارات الدفاع المدني. لكن أحياناً يقع حادث يكون خارج السيطرة، وهذا يحدث في أي مكان في العالم.
ودعا الصناعيين الى «أخذ الحيطة أكثر والتنبّه الى مصالحهم، لان الوزارة لا يمكنها أن تكلّف مراقباً في كل مصنع وبصورة دائمة، فالمطلوب من أصحاب المصانع المشاركة أيضاً في تحمّل المسؤوليات ودعاهم الى التحوّط أكثر مع بداية فصل الصيف حيث تكثر الحرائق مع ارتفاع معدل حرارة الطقس».
عبود
وفي هذا السياق، أعلن وزير السياحة فادي عبود ان «اليوم هويوم أسود للصناعة»، وقال «اننا لم نتعلم الكثير من الحادثة التي وقعت في مصنعي وفي مصانع اخرى».
ولفت في مداخلة تلفزيونية الى ان «الدفاع المدني استمات بعمله لاطفاء الحريق في الصفرا، لكنه غير مجهز للتعامل مع الحرائق، وهويخمدها بالمياه فقط، كما ان عناصره ينقصهم التدريب الخاص». ورأى ان «عدد الحرائق في لبنان ليس كبيراً ليشكّل كارثة وطنية».
جمعية الصناعيين
بدورها جمعية الصناعيين اصدرت بيانا اعربت فيه : الصناعيين عن «ألمها الكبير للخسارة الكارثية التي تعرّضت لها الصناعة الوطنية اليوم، باحتراق مصنع «بيبلوس للسجاد» في منطقة الصفرا». وإذ تشكر «العناية الالهية على عدم وقوع اصابات في الارواح، تضع امكاناتها كافة في تصرف المصنع وأصحابه، في سبيل استعادة سريعة لانتاجه».
وشكرت الجمعية في بيان امس الاجهزة المعنية «على تلبية نداء الواجب، من دفاع مدني وصليب احمر وقوات امن وجيش وغيرهم، كما تثمّن استجابة اتصالاتها بتعزيز عناصر وآليات الاطفاء من خارج المنطقة، كما الوقوف الى جانب المصنع المنكوب عبر حضور متطوّعين خبراء من شركات صناعية في الصفرا ونهر ابراهيم وحالات، شاركوا في عمليات الاخماد والدعم».
أضاف البيان: ان جانحاً جديداً للصناعة الوطنية اليوم ينكسر، بوقوع هذا الحريق المهيب. وكأن هذا القطاع لا يكفيه ما يعاني لتأتيه المصائب من حيث لا يتوقع. وهي مناسبة لإطلاق الصرخة عالياً بوجوب تعزيز مراكز الدفاع المدني بآليات اكثر تخصصاً وتثبيت المتطوّعين، كما زيادة عديد الفرق المدرّبة على التعامل مع الحرائق في مصانع تحتوي على مواد سريعة الاشتعال، اضافة الى تجهيز المدن الصناعية بخزانات كبرى وتزويدها بمواد خاصة بمكافحة هذا النوع من الحرائق بالسرعة المطلوبة.