27-10-2013 – بانوراما التأمين

القاهرة – تتجه كثير من الأسواق التأمينية على مستوى العالم إلى استغلال شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى التعريف بأنشطتها والخدمات التى تقدمها ووصل البعض منها إلى تسويق وبيع المنتجات ومتابعة مطالب العملاء عن طريق شبكة الانترنت، ويصل عدد مستخدمى شبكة الانترنت فى مصر إلى 35.95 مليون فى يونيو الماضي، مقارنة بـ33.44 فى أبريل، وهو ما يتطلب ضرورة الاستفادة من تلك التقنية الحديثة فى الأجل القريب.

وضمن هذا الصدد لفت أسامة جبر، خبير استشارى تأمين، مدير عام الاصدار بشركة رويال للتأمين،الى تركيز الشركات الخاصة بالقطاع على التسويق عن طريق الانترنت والتعريف بالتغطيات،خاصة الوثائق النمطية التى تحتاج إلى اجراءات بسيطة، وذلك من خلال مواقع الشركات مثل وثائق تأمينات السفر والسيارات التكميلي والحوادث الشخصية.

وقال جبر، إن غالبية الشركات تعمل من خلال التسويق المباشر وليس المواقع الالكترونية وخاصة التواصل الاجتماعى، إلا بأستغلاله كطريقة للتواصل مع الشركة للاخطار والوثائق ذات الطبيعة الخاصة التى تتضمن تغطيات القيمة المرتفعة اصدارات القطاعات التجارية والصناعية والمشاريع الهندسية.

وأضاف أن تلك الوثائق تتطلب اجراءات فنية ومعاينة ومفاوضات وتفاصيل أكثر مثل معاينة الاخطار والتغطيات والتسعير.

وأشار إلى امكانية اعداد نماذج لاستغلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى الابلاغ عن الحوادث سواء للافراد أو الشركات.

وأوضح أن هناك امكانية استغلال التسويق الشبكى لبعص وثائق النقل البحرى التى تصدر بعقود مفتوحة سنوية بإجمالى قيمة الشحنات المتوقعة خلال العام، وهو ما يبسط على العميل عملية التأمين على الشحنات،وامكانية اصدار شهادات وتبسيط الاجراءات الجمركية.

وطالب بضرورة تدخل القائمين على التشريع والرقابة على سوق التأمين بتقنين تلك العمليات، ضمانا لمصالح العملاء وحملة وثائق وبالتالى حقوق الشركات والوسطاء وتحديد المسئوليات والقواعد الحاكمة لها.

فى السياق نفسه، قال بيتر مجدى، مدير عام قنوات البيع والتسويق بشركة المصرية للتأمين التكافلى حياة، إن السوق المحلى غير مؤهل فى الوقت الحالى للتوسع فى البيع من خلال الانترنت أو شبكات التواصل الاجتماعى وغيرها للتسويق الالكترونى لمنتجات تأمين الحياة مثل أوروبا وأمريكا نظرا لعدم توافر البنية التحتية اللازمة وقلة عدد حاملى بطاقات الائتمان، مضيفا أن نسبة كبيرة من المصريين لم ترتق ثقافتهم إلى التسوق أو البحث عن المنتجات عن طريق الانترنت.

لفت مجدى إلى أن استفادة التأمينات العامة والممتلكات من تقنية التسويق الالكترونى أكبر من تأمينات الحياة التى تتطلب البيع المباشر لما تشتمل عليه عملية الاصدار من تعقيدات، موضحا أن التأمينات العامة لديها عدد أكبر من الوثائق النمطية التى يسهل تسويقها إلكترونيا كوثائق السيارات والسفر وغيرهما.

وأشار إلى اهتمام ” المصرية للتأمين التكافلى حياة ” بتطوير الموقع الالكترونى وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة،قائلا ان تلك الوسائل فى مصر تساعد على تنمية الوعى التأمينى للمصريين كما تعرف العملاء بالشركة ومنتجاتها وكيفية الاتصال بها مباشرة.

من جانبه، اعتبر شريف ناجى، العضو المنتدب لشركة “كونكت للوساطة”، التسويق الشبكى للمنتجات من الآليات التى اثبتت نجاحا فى دول متقدمة مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات ، خاصة مع تطور نظم الاتصالات.

وقال إن نجاح تلك التجارب بالسوق المصرى مرهون بثقافة العملاء والتى تختلف من دولة لأخرى.

وقال ان مواقع التواصل الاجتماعى لاتغنى عن علاقة العميل بالوسيط الذى يطرح عليه أكثر من عرض كما يساعده على المفاضلة بينها واختيار ما يناسبه، إلا أنها تعتبر إحدى الوسائل التى تنمى الوعى التأمينى للعميل ولا تصلح لتسويق غير الوثائق النمطية مثل تأمينات السيارات والسفر.

وفى سياق مختلف رهن ناجى تطور القطاع بآليتين أولاهما ضرورة توقف نشاط التأمين المباشرـ البيع عن طريق منتجي الشركات ـ كما فى المملكة العربية السعودية،والثانية اعادة تأهيل المنتجين بالسوق بما يسمح بتقديم خدمة أفضل للعملاء من خلال المفاضلة بين العروض المطروحة بين أكبر عدد من الشركات وعدم اقتصاره على تسويق منتجات شركة بعينها.

على جانب آخر، تطرق حازم داود،العضو المنتدب بشركة “المتحدون العرب”،الى تطور اساليب تسويق المنتجات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى مثل :الفيس بوك وغيرها، كما اسهمت تلك المواقع فى رفع معدلات الوعى التأمينى لمستخدميها.

أكد أن “المتحدون العرب” سوف تتخذ خطوات جادة للتوسع فى التسويق الشبكى للوثائق مطلع 2014 لتتمكن من التواصل مع أكبر عدد من العملاء.

وتوقع داود أن يحظى التسويق الرقمى للمنتجات فى المستقبل بنسبة جيدة من مبيعات الشركات فى الاعوام القادمة.

وأضاف أن دور التسويق الشبكى سوف يقتصر على تسويق المنتجات النمطية مثل وثائق السيارات الجديدة والسفر وبوالص الطبى وتأمينات الحياة، إضافة إلى وثائق الحوادث الشخصية