31/05/2012 – بانوراما التأمين

حادث السير الذي وقع على اوتوستراد عمان – الزرقاء الاحد الماضي وذهب ضحيته مواطنان ولاذ السائق بالفرار دون ان يسعفهما، جدّد الحديث عن السلوكيات اللامسؤولة التي يرتكبها بعض السائقين .

ويشير المساعد الفني لمدير مستشفى الامير هاشم العسكري الدكتور خالد الخلايلة الى فظاعة الحادث الذي ادى الى وفاة المواطنين حيث بترت اجزاء من جسديهما نتيجة الحادث .

بعض مرتكبي حوادث السير يلوذون بالفرار، ما يتعارض مع كرامة الإنسان المصانة دينيا، وقانونيا وأخلاقيا، كما أن هذا التصرف لا يتماشى مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الاجتماعية وفقا لقول استاذ العلوم النفسية في جامعة آل البيت الدكتور محمد بني خالد لوكالة الانباء الاردنية (بترا ).

ويقول مدير العلاقات العامة والاعلام في ادارة السير المركزية المقدم معن الخصاونة انه لا يجوز للسائق بذريعة انه لا يحمل رخصة قيادة او غير مؤمن على مركبته الخروج عن السلوكيات التي يتميز بها مجتمعنا ، والجميع يعلم ان السائق المتسبب بالحادث عندما يقوم باسعاف المصابين وتبليغ الشرطة وتسليم نفسه يكون وقع ما يتسبب به الحادث اقل على ذوي المصابين منه اذا لاذ السائق بالفرار .

ويؤكد ان قانون السير الاردني عمل على مضاعفة العقوبة وتغليظها في حالة فرار السائق من مكان حادث ارتكبه , ففي المادة 26 أ البند الخامس منه ورد : ان فرار السائق من مكان حادث ارتكبه تسبب ب (اضرار بشرية) او عدم تبليغ اقرب مركز امني او أي دورية شرطة بالحادث الذي ارتكبه يعاقب بالسجن بمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر ولا تزيد عن ستة اشهر او بغرامة لا تقل عن خمسمئة دينار ولا تزيد عن الف دينار او بكلتا العقوبتين .
ويشير الخصاونة الى ان المادة 31 الفقرة 22 من القانون تنص على: ان فرار السائق عن مكان حادث ارتكبه تسبب ب(اضرار مادية) او عدم تبليغ اقرب مركز امني او أي دورية شرطة يعاقب بالسجن بمدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد عن شهر او بغرامة لا تقل عن خمسين دينارا ولا تزيد عن مئة دينار .

ويدعو الخصاونة الى الالتزام بموعد ترخيص السيارات والتأمين عليها اضافة الى عدم اعطاء اولياء الامور السيارات لابنائهم غير الحاصلين على رخص قيادة مشيرا الى اهمية التعاون من قبل الجميع خاصة في حالة فرار سائق جراء حادث ارتكبه وذلك بأخذ رقم سيارته ومواصفاتها والتبليغ باقصى سرعة .

وبالعودة الى حديث الدكتور بني خالد فان فرار السائق من موقع الحادث دون اسعاف المصابين قد يعود لارتباكه ، او الوقوع تحت تأثير الصدمة، او الحالة النفسية التي تؤدي به الى عدم القدرة على التصرف، وقد يعزى ذلك إلى استهانة البعض بأرواح الآخرين، أو الخوف من العقاب والسعي للافلات من المحاسبة .

ويشير الى ان أكثر الفئات ارتكابا لهذه الجريمة ذوو السوابق الجرمية ، أو الأحداث الذين لا يدركون بعد تبعات أفعالهم ، وبالتالي لا بد من التوعية في هذا المجال على مستوى الأسرة، والمدرسة، وأجهزة الإعلام، ودور العبادة للحد من هذا السلوك الذي قد يودي بحياة إنسان بريء تتوق نفسه للحياة، ويأمل أن يعيش معافى سليما كغيره من الناس .

استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجدي الدين خمش يقول : مؤسف جدا عندما نشاهد او نسمع بسائق يلوذ بالفرار بعد تسببه بحادث سير ينتج عنه اصابات تحتاج لمن يسعفها وبشكل سريع حيث ان هذا الهروب قد يؤدي احيانا الى وفاة المصابين .

ويشير الى ان هناك من يرتكب ضررا بسيارات الآخرين اثناء وقوفها دون وجودهم ويلوذ بالفرار ويتفاجأ صاحب السيارة بالضرر الواقع بها وهروب الفاعل ما يؤدي الى حدوث حالة غضب قد تتطور الى عنف .
ويضيف : تعودنا في بلدنا ان المواطن والسائق يمتازان بالشعور بالمسؤولية نحو الغير , لكن هناك حالات يتصف مرتكبوها بضعف النفس وعدم احترام القانون , وهذا التصرف غير اخلاقي ويتعارض مع قيمنا وأخلاقنا وإنسانيتنا .
ويؤكد أن وقوع حادث السير هو خطأ يرتكبه السائق دون ان يقصد، لكن يجب ان يتحلى بالمسؤولية الاجتماعية وان يبذل جهدا حقيقيا لإصلاح هذا الخطأ، بإنقاذ المتضررين واسعافهم او الاعتراف بضرر تسبب به، وهذا يؤدي الى تفهم المتضررين وتعاطف المجتمع معه ما يقود الى حل الإشكال بسهولة، وعكس ذلك يزيد المشكلة تعقيدا .

ويشير الى ان مرتكب الحادث الفاقد للمسؤولية الاجتماعية عندما يرى انه غير معروف في مكان الحادث او ان المنطقة غير مأهولة بالسكان يجد ذلك مبررا للهروب من الحادث وتبعاته .

ويرى الدكتور خمش ان فقدان المسؤولية الاجتماعية هو السبب الرئيس لهذا السلوك , فعلى الجميع وضع انفسهم مكان المصابين او ذويهم من حادث هرب مرتكبه , وهذا شيء يُنتج حتما تأثيرا نفسيا كبيرا بداخلهم .

ويدعو الجميع الى الالتزام بالقانون والاعراف والقيم والعادات والمسؤولية الاجتماعية التي يتصف بها مجتمعنا وان تكون العقوبة لكل سائق يسبب حادثا ويلوذ بالفرار اضعافا حتى يعتبر اصحاب النفوس الضعيفة من هذا السلوك المنافي تماما لأخلاقنا الاصيلة .