09/04/2013 – بانوراما التأمين
قال رئيس الاتحاد العالمي لشركات التأمين والتكافلي الاسلامي، المدير العام لشركة التأمين الاسلامية، احمد الصباغ ان اداء قطاع التأمين الاسلامي في الاردن مُرض خلال العام المالي الماضي 2012 والشهور الاولى من العام الحالي، برغم التباطؤ الاقتصادي العام في الاردن ودول المنطقة، مؤكدا ان المحافظة على نجاح الشركة للسنوات الماضية هو نجاح بحد ذاته، لاسيما وان نحو 12 شركة تأمين في القطاع تعاني حسب رئيس اتحاد شركات التأمين الاردني، أي ان 40% من قطاع التأمين في المملكة تضرر بشكل لافت، حيث تأثرت موجودات هذه الشركات، بينما حافظت شركة التأمين الاسلامية على نتائجها وربحيتها في نهاية العام الماضي كما في السنوات الماضية.
واكد الصباغ في حديث لـ « الدستور» ان شركة التأمين الاسلامية تعنى بنشر ثقافة التأمين الاسلامي محليا وفي الاسواق الخارجية، وايجاد فرص تشغيل اضافية للشركة في الخارج وتحقيق نتائج افضل لدعم نتائجها وتعزيز ربحيتها السنوية، وتطورها، حيث نعمل على تأسيس شركة تأمين اسلامي في تونس، ووضعنا نظاما لشركات التأمين التكافلي، واستطعنا من الغاء النوافذ الاسلامية في عدد من دول المنطقة، مشيرا ان هذه النوافذ شكل من اشكال اجتياح الصيرفة الاسلامية والتأمين التكافلي، وقال نحرص على تجنيب اعمالنا اية من الشبهات لعدم الوقوع في الانشطة التي لاتتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية، ونسعى على تأسيس شركات تأمين اسلامية بالكامل بما يلبي المقاصد الشرعية، وفي القوانين التونسية والمغربية نجحنا في اغلاق هذه النوافذ لحماية العمل المصرفي والتأمين التكافلي الاسلامي، والوضع في مصر مطمئن في هذا المجال.
وحول الاهداف الرئيسة للصيرفة الاسلامية والتأمين التكافلي للعام الحالي قال الصباغ نسعى لاستقطاب موارد اضافية للعمل الاسلامي في عدة مناطق عربية، ونقدم خبراتنا في ادارتها وتطوير عملياتها وانشطتها، وهذه الموارد لدعم موقع شركة التأمين الاسلامية من حيث الاداء المالي والبعد الاسلامي في المنطقة، والتركيز الابعاد التنموية والاجتماعية.
وفي هذا السياق قال الصباغ لقد ساهمنا في بناء طابق كامل في الجامعة الاردنية/ كلية الشريعة لغايات الدراسات العليا، لطلبة الماجستير والدكتوراه، ونساهم بشكل خلاق للمسؤولية المجتمعية للشركات، ونقدم دعم للصندوق الخيري الهاشمي الاردني واية نشاطات تدريبية والاستثمار في الموارد البشرية باعتبار الانسان وسيلة التنمية وهدفها في نهاية المطاف.
واضاف ان الشركة تؤهل الموظفين في التأمين الاسلامي وترسلهم للعمل في شركات التأمين التكافلي في عدد من دول الخليج العربي، وهذا النوع من الانشطة هي صادرات غير مرئية في الاقتصاد، وتعود بالمنفعة على اقتصاديات التأمين الاسلامي في المنطقة وفي نفس الوقت تعود بالمنفعة على الاقتصاد الاردني.
وردا على سؤال حول مؤشرات شركات التأمين الاسلامية والاعتماد عليها قال الصباغ ان المؤشرات في هذا المجال مريحة من جهة وهناك جهود طيبة في نشر ثقافة وخدمات التأمين الاسلامي من جهة اخرى، حيث اصدرت كتابين في التأمين التكافلي وتم توزيعهما مجانا في كافة الدول التي تعني بالتأمين التكافلي الاسلامي.
تناقش التأمين التكافلي الاسلامي من التكييف الشرعي الى التطبيق العملي، وتغطي كافة عمليات التأمين الاسلامي، وقدمت باللغتين العربية والانجليزية لغايات الوصول الى معظم دول العالم المعنية بهذا النوع من العمل.
وحول التعاون بين شركات التأمين الاسلامي والبنوك والمصارف الاسلامية في السوق الاردني مع وجود اربعة بنوك اسلامية نشطة قال الصباغ ان شركة التأمين الاسلامية معتمدة من قبل البنوك الاسلامية الاربعة العاملة في السوق، ونقدم لهم تأمينات التكافل الاجتماعي وهو البديل الشرعي لتأمينات على الحياة، وفق سقوف التمويلات التي تقدمها البنوك الاسلامية للمتعاملين معها، وهذا يساهم في تعزيز التنمية وتوزيع المخاطر وفق منظومة متكاملة من الخدمات التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
وهنا نشعر بالامتنان لوجود اربعة بنوك اسلامية في السوق بما يحسن المنافسة ومستويات الخدمات وتنوعها وتؤدي الى تعميق العمل المصرفي التأمين التكافلي الاسلامي في السوق الاردني، ونسعى على الدوام لتحسين اداء شركات التأمين التكافلي الاسلامي في السوق ونحرص على سلامة عملياتها ونقدم لهم الخبرة المتاحة لدينا وكثيرا ما قدمنا لهم المشورة والفكر والعلوم، ونقدم خدماتنا لشركات التأمين التكافلي مجانا محليا وخارجيا.
وفيما يتعلق بخطة الشركة للعام الحالي قال الصباغ ان الادارة العليا تستهدف زيادة الاقساط بمعدل يتراوح ما بين 15% – 20%، وزيادة حقوق المساهمين بنسبة 15%، وتحقيق ارباح تصل الى 25% ونأمل ان تسرع الجهات المختصة في تحرير سوق التأمين الالزامي على المركبات، والمتوقع ان يقر قريبا.
وفي قراءة للاوضاع السائدة في معظم دول الاقليم وانعكاسات ما يسمى بـ « الربيع العربي « على الاقتصاد العربي لاسيما على صناعة التأمين بشكل عام قال الصباغ نأمل ان يجنبنا الله عز وجل الانعكاسات السلبية للتطورات التي تجتاح دول في المنطقة العربية، وبلوغ الاستقرار حيث تضررت اقتصادات دول المنطقة بشكل كبير واثرت على التنمية والتجارة البينية للدول العربية، وخلفت اجواء نفسية مؤلمة في اطار الدولة الواحدة وبين دول في الاقليم، وبرغم ذلك هناك بصيص امل لاقامة مشاريع اقليمية منها خط تصدير النفط العراقي الى العقبة عبر الاردن، مؤكدا ان الامن والاستقرار هو القاعدة التي تبني الاوطان وتقلل المخاطر وتحسن بيئة الاستثمارات والتنمية على المستوى الكلي.
واضاف ان التقلبات ساهمت في رفع تكلفة اعادة التأمين على اعمال الشركات بخاصة التأمين تحوطا لمخاطر الارهاب الذي لم يكن قائما في السنوات السابقة، وهذه كلفة اضافية على اعمال الشركات بشكل عام، وزيادة تكلفة اعادة التأمين على المولات والمستشفيات والمباني الكبيرة، وفي الاردن نجحنا بقناع شركات اعادة التأمين ان الاردن دولة تتمتع بالامن والاستقرار واستثناء هذا النوع من التكاليف الاضافية، والشركة تؤمن لكبريات شركات المولات في المملكة.
وقال ان اعادة التأمين يتم من خلال ثلاث شركات متخصصة في اعادة التأمين واسست شركات في الدول الاسلامية تعمل وفق احكام الشريعة الاسلامية، وفي نفس الوقت تم تأسيس اكبر شركة سعودية تعني باعادة التأمين لشركات التأمين والتكافلي الاسلامية براسمال كبير قدره مليار ريال سعودي ( 266 ) مليون دولار.
والشركة حصلت على جوائز رفيعة المستوى على المستويات المحلية والعربية، ومنذ تأسيس الشركة تشير البيانات المالية الى تقدم مستمر من حيث الموجودات والانشطة والحصة السوقية، وقال ان التأمين الاسلامية تستحوذ على 4.5% من اسوق التأمين الاردني، ونحو 70% من التأمين الاسلامي التكافلي، وهناك اهتمام اقليمي ودولي في الشركة محليا واقليميا من حيث الخبرة والادارة، ومساندة القطاع في المنطقة.
واعرب الصباغ عن امله ان يتم تحرير سوق التأمين الالزامي على المركبات بما يمنح الشركات حرية افضل وتنافسية اكبر، مؤكدا ان تحرير السوق لا يعني رفع الاسعار على المكتتبين، ووضع معايير جديدة للتأمين الالزامي على المركبات من حيث الفئات العمرية ونوع العمل وقوة المركبات ووفرة قطع الغيار الى غير ذلك من الاعتبارات التي تحدد قيمة اقساط التأمين.
ودعا هيئة التأمين لتأسيس معهد قانوني لصناعة التأمين بشقيها العادي والتكافلي للاستثمار بالموارد البشرية المرغوبة في شركات التأمين في دول المنطقة والعالم الاسلامي، مؤكدا ان للاردن قدرة كبيرة في الموارد البشرية.