25-08-2014 – بانوراما التأمين

الجزائر- يبقى خطر الزلازل حاضرا في أذهان الجزائريين، لاسيما بعد زلزال 21 مايو 2003 و هو ما يستوجب ضرورة اخذ إجراءات وقائية و تطبيق مقاييس مقاومة الزلازل، خاصة و أن الهزة الأرضية التي ضربت في الفاتح من أغسطس الجاري كشفت عن العديد من النقائص، حسبما أكده مختصون في البناء و الأشغال العمومية.

و حسب هؤلاء المختصين فإن البنايات الجديدة التي بنيت من قبل مؤسسات عمومية كانت أكثر مقاومة من بعض البنايات التي أنجزها مقاولون خواص ممن لم يحترمو تقنيات مقاومة الزلازل و مواد البناء التي تستجيب للمقاييس.

و حسب الآراء التي استقتها وأج فإن البنايات الجديدة التي أنجزها مقاولون عموميون لم تتعرض لخسائر جراء الزلزال الذي ضرب مؤخرا العاصمة بقوة 6ر5 درجات و الذي خلف وفاة 6 أشخاص، في حين تم ملاحظة تصدعات على مستوى البنايات التي أنجزها متعاملون خواص ببعض الأحياء.

و في هذا الصد،د قال عبد الكريم سلمان مستشار في البناء و الأشغال العمومية "لاحظنا بعض التصدعات على مستوى جدران الفصل بالبنايات المنجزة من قبل بعض الخواص ببلدية برج البحري بشرق العاصمة".

و أرجع نفس المتحدث هذه التصدعات التي لم تمس صلب البنايات إلى عدم احترام مقادير الإسمنت خلال وضع الآجر".

من جهته، أكد سعيد يونسي الذي يشرف على مكتب للهندسة المعمارية أن "المشاريع العمومية أقل عرضة لهذا المشكل"، مشيرا إلى أن مكاتب الدراسات تشرف على المتابعة الميدانية و الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء تجري المراقبة اللازمة خاصة فيما يتعلق بالوسائل".

و أضاف أن "بعض البنايات المنجزة من قبل المقاولين الخواص و الواقعة ببئر توتة و الشراقة و بابا علي تعرضت لبعض الأضرار المتفاوتة".

و قال في نفس السياق أن "حالات مماثلة سجلت ببرج البحري و عين البنيان" محملا المسؤولية للمقاولين الذين لا يكترثون لمقاييس مقاومة الزلازل.

و استطرد نفس المتحدث أنه "لم يسجل أي انهيار كلي إلا أنه تم تسجيل تصدعات في البنايات خاصة على مستوى المصاعد.

 

ضرورة استعمال مواد بناء عصرية

 

و على الرغم من كون الخسائر ليست جسيمة إلا أن هذا المختص حذر من الانهيار في حالة عدم القيام بأشغال الترميم و احترام مقاييس البناء.

و قال في هذا الصدد، أنه "في حالة حدود زلزال آخر قبل أن تتم عملية الترميم سيكون الخطر أكبر".

و فيما يتعلق بمطابقة مواد البناء أعرب السيد يونسي عن تأسفه لكون بعض المقاولين لازالوا يستعملون الخرسانة دون احترام المقاييس المتعلقة بإنتاج هذه المادة الإستراتيجية في ظل غياب المراقبة.

و ذكر بأنه في الجزائر "المقاول هو من يصنع الخرسانة و في هذه الحالة لا يتم احترام المقاييس مع غياب المراقبة و هنا يجب فصل المهنتين لكونهما مختلفتين".

و دعا في هذا الصدد، إلى أن تكف مؤسسات البناء عن صناعة الخرسانة بمفردها و أن توكل ذلك إلى هيئات مختصة في المشاريع الكبرى كما هو الحال في البلدان الأخرى منتقدا نقص الاحترافية و الصرامة لدى بعض مخابر مراقبة مواد البناء.

كما حذر من ببعض الممارسات في تحضير الخرسانة حيث يلجأ المقاولون إلى استعمال الكثير من الماء مما يجعل هذه المادة أقل مقاومة.

من جهة أخرى، دعا هذا المهندس المعماري إلى ضرورة حمل المقاولين الخواص على احترام المقاييس من اجل ضمان مراقبة البنايات و السهر على احترام مطابقة البنايات للمعايير.

كما دعا خبراء آخرون إلى ضرورة استعمال مواد بناء عصرية و خفيفة تعزز قوة البناء و تقلل من الخسائر معربين عن تأسفهم لغياب ثقافة الصيانة في مجال البناء و الصرف و الترميم.